الحقيقة الأولى : التمور الصهيونية لم نسمع بها إلا في خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، حيث يتصادف في كل سنة من شهر رمضان الأبرك ظهور هذه التمور الصهيونية في مملكتنا العزيزة ، وقد أجمعت كل التقارير والاخبار أعلى أن هذه التمور تدخل مهربة وتدخل خلسة . لكن من خلال البحث الذي قام الموقع بإنجازه ، ومن خلال المعطيات التي تم اعتمادها ، لم نستطع كشف الحقيقة او الاسباب التي كانت وراء ظهور هذه التمور خلال السنوات الثلاث الاخيرة بهذا الشكل المسترسل، ولم نستطع كذلك كشف المسؤول الأول عن إدخال هذه التمور او السماح لها بالترويج داخل التراب المغربي . حيث إننا لاحظنا تناقضا كبيرا في المعطيات ، فوزارة الخارجية تؤكد انه لا توجد أي اتفاقية بين الكيان الصهيوني والمملكة المغربية ، والكيان الصهيوني يؤكد من خلال المعهد الاسرائيلي للصادرات انه ارتفع معدل الصادرات الى المغرب بنسبة 5.23% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2006 مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2005 ، وارتفعت الصادرات في الربع الأول من سنة 2008 إلى 3 ملايين دولار ، في الوقت الذي بلغت فيه تلك الصادرات 16.4 مليون درهم خلال سنة 2007 . وهذا يعني أن أحد الطرفين يمارس علينا التدليس والتضليل ، إما ان المعهد الصهيوني دلس في الارقام التي جاء بها، وإما أن الوزارة كذبت على وسائل الاعلام بنفيها التطبيع مع الكيان الصهيوني . مما جرنا الى البحث أكثر في أرشيف السنوات الثلاث الأخيرة عن خبر يؤكد تورط الحكومة المغربية في التطبيع مع الكيان الصهيوني أو تدليس في أرقام المعهد المذكور .فكان ان وجدنا خبرا نشر في جريدة التجديد بتاريخ 15 ماي 2006 ،عدد 1403 مفاده أن : صحيفة "اسرائيلي فاليي'' نشرت مقالا على موقعها الإلكتروني بتاريخ السبت 13 ماي 2006 ذكرت فيه أن كلا من المغرب ومصر و''إسرائيل'' وقعوا اتفاقية شراكة جهوية من أجل تطوير التسويق العالمي لمادة التمر، على هامش المعرض الزراعي الدولي السادس عشر الذي أقيم في تل أبيب ( تل الربيع ) في الفترة ما بين 9 و11 مايو") إنتهى كلامها .بهذه الحقيقة المرة والتي لم نجد نفيا لها او تأكيدا عليها ، تبين أن هذا هو رأس الخيط الذي سيجرنا الى فهم سيناريو التمور التي اكتسحت الاسواق المغربية خلال السنوات الثلاث الاخيرة . وهكذا يتضح أن الحكومة المغربية هرولت بكامل إرادتها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ، هذا الكيان الذي اتضح بالدليل القاطع أن منتوجاته الزراعية والمعدلة وراثيا كان لها أثر كبير جدا في فساد الاراضي التي تزرع فيها تلك البذور، ويبقى تدهور الفلاحة المصرية شاهدا على نتيجة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، حيث تضرر أهم قطاع فلاحي وهو قطاع القطن . الحقيقة الثانية : الحقيقة الثانية التي رصدها المعراج وهي الصيغة الكاملة للشركات الصهيونية المصدرة للتمور ، حيث اقتصرنا في البحث الأول الذي قمنا به على توضيح لبس سقطت فيه مجموعة من المنابر الاعلامية المغربية والعربية كالجزيرة نت والمساء ، حيث تداولت معلومة خاطئة مفادها أن : ( "بات شيفا" أي بئر السبع الفلسطينية، و"جوردان ريفرز" و"جوردان بلاينز" المنتجة من قبل شركة "أكريسكسو"، وهي شركة تملك إسرائيل 50% من رأسمالها) ومن خلال البحث تبين لنا مايلي : انه في الكيان الصهيوني توجد ثلاث شركات رئيسية مصدرة للتمور وهي : اكريسكو(agrexco) - و هدكاليم Hadiklaim) ) - وميال امبكس (Mial Impex)- -*اكريسكو(agrexco) : كما قلنا سابقا انها اكبر شركة متخصصة في المجال الزراعي داخل الكيان الصهيوني ،حيث يملك 50 بالمئة من راس مالها ، وهي تضم مجموعة من الشركات الفرعية بمختلف التخصصات المتعلقة بالمجال الزراعي ، وهذه الشركة تقوم بتصدير ثلاث أنواع من "الماركات" الخاصة بالتمور وهي : Jordan valley Jordan plains Carmel agrexco - *هيديكاليم Hadiklaim) ) : تأسست في سنة 1982 ، ومقرها في تل الربيع ( تل أبيب ) ، وهي شركة متخصصة فقط في إنتاج التمور . وتقوم بانتاج نوعين من التمور : Jordan River King Solomon هتان " الماركتان" هما اللتان تخرجان باسم الشركة المنتجة ، وهناك ثلاث اشكال من التمور تخرج بدون تسمية مكان الانتاج أي غير مكتوب عليه "made israel " وهي تكون غالبا في الاسواق الممتازة ،. وهي : -* ميال امبكس (Mial Impex) : اما هذه الشركة فهي شركة خاصة بانتاج الفواكه الجافة ،وقد انطلقت في سنة 1986 ، وهي تصدر الى كل من ايطاليا ، اسبانيا ، فرنسا ، الدنمارك ألمانيا ، ولا توجد أي دولة عربية داخلة في مناطق التصدير أو الاستيراد . وهذه الشركة لها "ماركة "واحدة من التمور وهي : بئر السبع but sheva بهذا الشكل نكون قد حددنا الشركات الثلاث الرئيسية المنتجة للتمر داخل الكيان الصهيوني ، والتي عرفت الاسواق المغربية أحد منتجاتها ، وهذا يعني ان الشراكة التي تمت بين وزارة الفلاحة والكيان الصهيوني ، لم تكن منحصرة في شركة معينة باسمها بل مع قطاع إنتاج التمور ككل ، ومع كل الشركات التي تنتج وتصدر مادة التمر . abdelillah mansouri [email protected]