أختفى الظل في مدينة أبها جنوب السعودية الاثنين الماضي وذلك في تمام الساعة 12.07 ظهرا بالتوقيت المحلي وهو موعد أذان الظهر حيث تصبح الشمس متعامدة فوق كل شيء تماماً في حادثة لا تتكرر سوى مرتين كل عام .وتتميز أماكن قليلة من الكرة الأرضية بهذا الأمر ، وهي المناطق المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي (بين خط عرض صفر و 23.5 درجة)، كمدينة أبها والمنطقة الجنوبيةومكة وغيرها ممن تقع بين الخطين. وقال الراصد الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك هاني الضليع في تصريح نشر اليوم الاحد "إن ظاهرة تعامد الشمس فوق هذه الأماكن ظاهرة عرفها الفلكيون الأقدمون، وقد استدل المسلمون بها على طريقة معرفة اتجاه القبلة حين تتعامد الشمس مرتين فوق الكعبة المشرفة يومي 27 مايو و 15 يوليو من كل عام، ففي هذين اليومين وبمعرفة وقت أذان الظهر (الزوال) في مكةالمكرمة يكون اتجاه الشمس دليلاً على اتجاه القبلة".وأضاف أن تعامد الشمس فوق المدن المختلفة يرجع سببه إلى محور الكرة الأرضية المائل بزاوية 23.5 درجة الذي يؤدي بدوره إلى انتقال الشمس بين مدار السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حولها مرة كل سنة. فالمناطق الواقعة على خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض هذا المكان. ومدينة أبها الواقعة على خط عرض 18.2 تقريباً تمر الشمس فوقها يومي 12 مايو و 31 يوليو من كل عام، وهذا يعني أن ظلال الأشياء تختفي في هذين اليومين.