في غمرة الجولة الجديدة من مسلسل الأزمات بين المغرب وإسبانيا، والمتعلقة بالجزر الجعفرية، نشرت قيادة أركان الدفاع الإسبانية صورا لإحدى سفنها البحرية في مياه حوض البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة مليلية، مُرفقة برسالة تبرز استعدادها للدفاع عن الأراضي الموجودة "تحت السيادة الإسبانية"، وهو الأمر الذي ينطوي على تلميحات إلى التأهب لمواجهة عسكرية مع المغرب، والذي سبق أن لجأ له الجيش الإسباني خلال أزمة الهجرة السرية التي تعرفتها مدينة سبتة قبل أشهر. ونشرت قيادة الأركان الإسبانية على حسابها في "تويتر" صورا للسفينة العسكرية المُخصصة لدوريات مراقبة السواحل P45 Audaz بما في ذلك صورة مقربة لأحد مدافعها، ومعها عبارة تقول "حل الغسق، ولا تزال السفينة تواصل مراقبتها البحرية على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع في إطار عمليات متواصلة، حيث تتواجد داخل المياه الإقليمية الخاضعة للسيادة الإسبانية". ويأتي ذلك في الوقت الذي لا زالت فيه العلاقات المغربية الإسبانية تعيش على وقع أزمة الجزر الجعفرية الموجودة على بعد حوالي 76 كيلومترا من مليلية والتي تعتبرها إسبانيا امتدادا لها، وذلك بعد قيام الحكومة المغربية بمنح تراخيص إنشاء مزارع سمكية على بعد كيلومتر واحد من يابسة الأرخبيل الصغير، الأمر الذي اعتبرته مدريد اعتداء على حدودها البحرية، حيث قام وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس ببعث رسالة احتجاج إلى سفارة الرباط في إسبانيا. وتُذكر هذه الخطوة بما قامت به البحرية الإسبانية بداية يونيو من العام الماضي، حين لجأت أيضا إلى "تويتر" لنشر فيديو يُظهر عملية إمداد جوي عبر مروحية عسكرية لعناصر الجيش الموجودين في جزيرة النكور، مُرفقة الفيديو بعباراة تقول إن الأمر يتعلق بمهمة لدعم القوات الإسبانية الموجودة في "مناطق السيادة الوطنية في شمال إفريقيا"، وهو الأمر الذي حدث بعد أسبوعين من رفع السلطات المغربية مراقبتها لحدود سبتة، ما أدى إلى وصول آلاف المهاجرين غير النظاميين إلى المدينة. وتعتبر الرباط أن الجزر الجعفرية وجزيرة النكور وشبه جزيرة بادس وغيرها من الجزر القريبة من سواحلها الشمالية، مناطق محتلة من طرف إسبانيا، وبناء عليه لا تعترف بوجود حدود بحرية أو مياه إقليمية إسبانية هناك، ولذلك لا تتجاوب مع دعوات مدريد لسحب المزارع السمكية التي جرى إنشاؤها حديثا، في الوقت الذي تتفادى فيه هذه الأخيرة تصعيدا أكبر أملا في طي صفحة الأزمة المستمرة منذ أبريل من العام الماضي.