قال دافيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، إن بلاده تسعى حاليا إلى إقامة "سلام" مع الشعب المغربي بعد أن تمكنت من ذلك مع الحكومة المغربية التي وقعت معها اتفاقية لعودة العلاقات الدبلوماسية منذ عام، مبرزا أن الرهان الحالي هو تطوير العلاقة بين الدولتين إلى افتتاح السفارتين، وهو الأمر الذي قال إنه رهين ب"اكتمال أشغال البناء" في السفارة الإسرائيلية بالمملكة. وفي مقال رأي نشره غوفرين على صحيفة "إسرائيل هايوم" بمناسبة مرور عام على الاتفاق الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأمريكي، أوضح هذا الأخير أن ما تم إلى حدود اليوم على الصعيد الدبلوماسي هو فتح مكتب اتصال بالرباط وتل أبيب كما كان حدث سنة 1994، مبرزا أن المغرب يختلف عن الدول العربية الأخرى التي وقعت لأول مرة اتفاقيات لبناء العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بموجب "اتفاقيات أبراهام". وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي الذي عينته حكومة بلاده سفيرا لها بالرباط حتى قبل الوصول إلى مرحلة تبادل السفراء، أن مكتب الاتصال الذي يرأسه يعمل على إنشاء السفارة، ولذلك جرى تشكيل بعثة مؤقتة إلى حين الانتهاء من أشغال بنائها، وأضاف أنه في الوقت نفسه يواصل تعيين الموظفين وتعزيز العلاقات مع الحكومة المغربية والقطاع الخاص، مبرزا أن العملية تسير بشكل تدريجي، وتتطلب "التعرف على الجانب الآخر وتحديد المصالح المشتركة". وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الخطوات التي جرت خلال العام الماضي ذهبت في هذا الاتجاه، وخاصة زيارة وزير الخارجية يائير لابيد إلى الرباط، التي وصفها ب"الرائدة"، ثم زيارة وزير الدفاع بيني غانتس الذي وقع مع الحكومة المغربية اتفاقية "غير مسبوقة للتعاون الدفاعي، بالإضافة إلى الربط الجوي المباشر بين المملكة والدولة العبرية، معتبرا أن هذه الخطوة "ستسمح للمغاربة والإسرائيليين بالتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل". واعتبر غوفرين أن "التحدي الأكبر" الآن هو "ترجمة السلام بين الحكومتين إلى علاقات بين الدولتين، لإثبات أن السلام الحقيقي ممكن بين شعبين من منطقة الشرق الأوسط"، مبرزا أنه "على ثقة بأن روح التسامح والتعايش التي أظهرها المغرب عبر الأجيال، وحاليا تحت قيادة الملك محمد الساد، ستكون مثالا للسلام لجميع دول المنطقة".