ترغب الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ضم المملكة العربية السعودية إلى الحلف الذي يجمع إسرائيل بالمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وهو الأمر الذي طرحه مؤخرا مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال لقاء بينهما، حيث لم يبدِ هذا الأخير اعتراضا على الفكرة لكنه قدم في المقابل شروط الرياض للمضي عمليا في بناء علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. ووفق ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن سوليفان أثار هذا الأمر مع ابن سلمان شهر أكتوبر الماضي على هامش اجتماع جرى في مدينة نيوم بالبحر الأحمر، ليقدم ولي العهد السعودي بدوره قائمة الخطوات التي تنتظر بلاده من أمريكا وإسرائيل القيام بها من أجل الشروع في بناء العلاقات الدبلوماسية، وعلى رأسها تحسين العلاقات الثنائية بين الرياضوواشنطن. وأورد المصدر نفسه أن ابن سلمان اشترط إنهاء الفتور الذي يطبع علاقات السعودية بالولاياتالمتحدةالأمريكية منذ انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن، في ظل انتقاد إدارة هذا الأخير للملف السعودي في مجال حقوق الإنسان، مبرزا أن الأمر قد يتطلب أيضا خطوات إسرائيلية مهمة تجاه الفلسطينيين، انطلاقا من أن الرياض كانت دائما تربط تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية. وكانت ثمار هذا اللقاء قد برزت مباشرة بعد عودة سوليفان إلى واشنطن، حيث تطرق مع نظيره الإسرائيلي إيال حولاتا لمسألة "توسيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية"، وفي الأسبوع الماضي عقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اجتماعا مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، حيث ذكر الطرفان أنهما ناقشا "التعاون الاستراتيجي الأمريكي السعودي في القضايا الإقليمية، إلى جانب قضايا أخرى أوسع نطاقا". وبالموازاة مع ذلك كانت إسرائيل ومؤسسات غير حكومية أمريكية تُعد لبناء تحالف واسع مع جميع الدول العربية التي لديها معها علاقات دبلوماسية، حيث اجتمع ممثلون "رفيعو المستوى" يمثلون المغرب والإمارات والبحرين ومصر والأردن والسودان مع مسؤولين حكوميين إسرائيليين على طاولة واحدة للمرة الأولى، في اجتماع جرى بعيدا عن الأنظار والذي تطلب الإعداد له 6 أشهر.