واصل بركان "كومبري فييخا" في جزيرة لابالما الإسبانية بأرخبيل الكناري السياحي، اليوم الاثنين، إلقاء حممه باتجاه الساحل، التي مدمرت في طريقها نحو مائة منزل. وبلغ عدد الذين تم إجلاؤهم منذ بداية ثوران البركان خمسة آلاف شخص، في الوقت الذي أوضحت فيه السلطات الإقليمية بجزر الكناري على "تويتر" أنها لا تعتزم في المرحلة الحالية إجراء عمليات إجلاء جديدة، علما بأن الحمم تتجه "نحو البحر". ولم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا جراء ثوران البركان، الأول من نوعه في جزيرة لابالما منذ 50 عاما. وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تدفقات هائلة لحمم بركانية أتت على الأشجار وغمرت الطرق بالكامل واجتاحت المنازل عبر النوافذ المفتوحة. وفي تصريح للتلفزيون الرسمي "تي.في.إي"، تحدث ماريانو هرنانديز ثاباتا، رئيس بلدية لابالما، عن خراب خلفته حمم بركانية بارتفاع "نحو ستة أمتار (...) ابتلعت تقريبا كل ما وجدته في طريقها". وذكر معهد جزر الكناري لعلم البراكين أن الحمم تتقدم بسرعة تبلغ 700 متر في الساعة وحرارتها تقدر بنحو ألف درجة مئوية. وكان بركان "كومبري فييخا" تحت مراقبة وثيقة منذ أسبوع بسبب الارتفاع الكبير في النشاط الزلزالي، حيث ثار أمس الأحد بعيد الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت غرينيتش). وتقدر كمية الحمم البركانية ما بين 17 و20 مليون متر مكعب، بحسب رئيس منطقة جزر الكناري أنخيل فيكتور توريس الذي حذر في مقطع فيديو نشر على "تويتر" من أن الثوران "سيستمر" لهذا السبب وإن كانت كل الدلائل، بحسب اللجنة التقنية، تشير إلى عدم تواصل تدفق الحمم. وقرر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي كان من المفترض أن يغادر إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التوجه على الفور إلى الجزيرة التي وصل إليها مساء الأحد لمتابعة تطورات الوضع والعمليات الجارية. وحسب المنسق العلمي لمعهد العلوم البركانية لجزر الكناري نيميزيو بيريز، يمكن أن يستمر النشاط البركاني "أسابيع عدة بل بضعة أشهر" نظرا لوجود جيب ثان من الصهارة على عمق يصل إلى 30 كيلومترا. ويعود تاريخ آخر ثوران بركاني في جزيرة لابالما إلى العام 1971. وسجل آخر ثوران بركاني بأرخبيل الكناري في العام 2011، وقد وقع تحت الماء في نطاق جزيرة إل هييرو. ويبلغ عدد سكان هذه الجزيرة، وهي واحدة من الجزر السبع في الأرخبيل الواقع قبالة سواحل شمال-غرب إفريقيا، نحو 85 ألف نسمة.