إذا ما كانت وعود ديفيد فيشر، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في المغرب، دقيقة بخصوص افتتاح مقر قنصلية بلاده في مدينة الداخلة رسميا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن هذا قد يعني أن أول تحرك للإدارة الأمريكيةالجديدة بعد أداء الرئيس الديمقراطي جو بايدن اليمين الدستورية يوم 20 يناير الجاري، سيكون هو التأكيد على الإعلان الرئاسي الذي وقعه سلفه الجمهوري دونالد ترامب يوم 10 دجنبر 2020 والذي يعترف بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء. وأصبحت العديد من المؤشرات توحي بأن بايدن، وعلى عكس ما جرى الترويج له عبر وسائل إعلام جزائرية وأخرى موالية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، سيستمر في الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية، وعلى رأسها تأكيدات السفير الأمريكي بالرباط الذي سيمر عام كامل على توليه مسؤولياته بالمغرب يوم السبت المقبل، والذي لم تُطرح إمكانية تغييره عقب خسارة الرئيس الأمريكي الحالي في انتخابات الرئاسة. ويوم أمس الأحد زار مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، مقر القنصلية الأمريكية في الداخلة، على رأس وفد رفيع المستوى كان السفير الأمريكي أحد أعضائه، وذلك من أجل الوقوف على سير العمل في مقر التمثيلية الدبلوماسية الأمريكية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لكن الافتتاح الرسمي للمبنى لن يتم إلا بعد استكمال كل المعايير اللوجستيكية والأمنية المفروضة في القنصليات والسفارات الأمريكية، وهو ما سيتم في غضون أسابيع وفق السفير الأمريكي. وقال السفير فيشر على هامش مشاركته في هذه الزيارة الشروع إن الأمر يتعلق ب"عملية تأسيس تواجد دبلوماسي أمريكي" في الأقاليم الصحراوية، موردا "ستتبع هذه الزيارة الأولية للأقاليم الجنوبية المغربية زيارات رسمية متعددة أخرى لمسؤولين بالحكومة الأمريكية"، وتابع "سيَسمح افتتاح القنصلية الجديدة للولايات المتحدة بالاستفادة بشكل أفضل من موقع المغرب الاستراتيجي كقطب للتجارة بكل من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وسيسمح ذلك على الخصوص بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة". لكن السفير الأمريكي في المغرب ليس وحده الذي أكد استمرار إدارة بايدن على نهج إدارة ترامب فيما يخص قضية الصحراء، إذ أشار السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي انتهت ولايته مؤخرا، إلى هذا الأمر بشكل ضمني في حواره مع صحيفة "نيويورك تايمز" الذي نشر يوم أمس الأحد، حين أورد أن التحولات التي حدثت في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل "لا يمكن معاكستها من طرف الإدارة الجديدة". وشمل حديث فريدمان ما حققته إدارة ترامب بخصوص بناء علاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، وتحديدا الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، هذا الأخير الذي أعلن ترامب عن الاعتراف بسيادته على الصحراء تزامنا مع إعلانه عودة العلاقات الدبلوماسية بينه وبين إسرائيل التي كانت مقطوعة منذ 20 عاما.