يعيش المغاربة حالة من اللبس بخصوص مدى تطابق الالتزام بالحجر الصحي بدخول البلاد في حالة الطوارىء لمواصلة مكافحة فيروس "كورونا"، حيث بدأ البحث عن أوجه الاختلاف، وكيفية استعاد الحياة الطبيعية، والعودة للحياة السابقة، بعد إعلان الحكومة أول أمس بتمديد حالة الطوارىء الصحية حتى العاشر من يوليوز 2020. وستسير المملكة بشكل مقارب للمراحل التي عبرت منها العديد من الدول الأوروبية من حضر التجول إلى فك القيود بشكل تدريجي كنوع من التعايش مع الوباء ومحاربته، مع السماح بدوران العجلة الإقتصادية من جديد وتحريك الحياة الإجتماعية ببطء. وفي تفسيرها لمصطلح مرحلة الطوارىء والتي ستستمر بها حتى 31 يناير 2021، أوضحت إيطاليا أن البلاد مازالت تواجه خطر "كوفيد 19"، بتسجيل مئات العدوى يوميا، غير أن الوضع الاقتصادي فرض فك قيود الحجر عبر مراحل. أولها جاء في الرابع من مايو الماضي بعودة قطاعات الصناعات الكبرى والخدمات والبيع بالجملة وفتح الفضاءات العامة في وجه الراغبين في ممارسة الرياضة، ليكون كل هذا ضمن شروط أولها إحترام مسافة الأمان بين الأفراد وإرتداء الكمامات بالأماكن المغلقة وحتى الشوارع، وفرض تعقيم مستمر بالشركات ووسائل النقل. واعتبرت إيطاليا أن مرحلة الطوارىء هي فترة تجريبية لمعرفة مدى إمكانية العيش مع فيروس قاتل يتجول في الأرجاء، في غياب لقاح خاص لمحاربته بشكل كلي، كما أن الحرية ممنوحة للمواطنين رهينة بعودة ارتفاع نسبة العدوى، هذه الأخيرة التي قد تكلف البلاد العودة من جديد لمرحلة ثانية من الحجر الصحي. وخلال الشطر الثاني من فك القيود تمكن الإيطاليون في 24 من ماريو الماضي من الجلوس في المقاهي والمطاعم من جديد والتردد على المتاجر ومراكز التجميل والحلاقة، والسفر داخل الجهة بدون ترخيص وخارجها مع عذر مهني صحي أو عائلي، وسط تدابير وقائية جد مشددة. وعلى نحو مشابه خرجت فرنسا من الحجر الصحي إلى فترة طوارىء ستدوم إلى غاية 24 من الشهر المقبل، مع تقديم حرية أكبر للمواطنين من خلال السماح لهم زيادة على خدمات المقاهي والمطاعم، بالتردد أيضا على المتاحف والمسار. وتعتبر إسبانيا أيضا نفسها في حالة طوارىء، غير أن الحياة بدأت تعود لسابق عهدها مع بعض تدابير السلامة في مقدمتها إلزام إرتداء الكمامات، كما أن الجارة الأوروبية الأقرب للمغرب أعطت الضوء الأخضر باستئناف الأنشطة الرياضية الجماعية وعودة التجمعات بالساحات العمومية. واعتمدت ألمانيا التعامل في هذه المرحلة مع الحياة في وجود فيروس "كرونا" بشكل عادي، مع التشديد فقط على منع التجمعات الكبرى، كما شرعت في إقامة المنافسات الرياضية وعلى رأسها دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وعودة المنافسة على الظفر باللقب في غياب تام للجماهير.