صُدم الفاعلون السياسيون والحقوقيون الإسبان وكذا سكان سبتة ذوو الأصل المغربي، من مضامين نقاش داخلي بين أعضاء حزب "فوكس" اليميني المتطرف بالمدينةالمحتلة، الذين دعوا صراحة لنهج "الخيار العسكري" في مواجهة مسلمي سبتة، قبل أن يحولوا المغرب إلى مادة للسخرة عبر إهانة الجنرال محمد حرمو القائد العام للدرك الملكي. وتم تسريب محادثات داخل مجموعة "واتساب" خاصة بأعضاء حزب "فوكس" في سبتة المشاركين في تسيير المدينة عبر تحالف يقوده الحزب الشعبي الذي يترأس الحكومة المحلية، وتمت من خلالها مناقشة فكرة "الكفاح المسلح" ضد مسلمي المدينة باعتبارها مرحلة موالية للعمل السياسي، وهي الفكرة الصادرة عن الرئيس المحلي للحزب. وداخل المجموعة التي تضم مجموعة من البرلمانيين المحليين ومسؤولين تنظيميين، قال خوان سيرخيو ريدوندو، رئيس فرع "فوكس" بسبتة "حاليا نحن نناضل عبر الانتخابات، لكن بالنظر إلى أن الأمور سيئة توقعوا أن نمر في نهاية المطاف إلى مرحلة الكفاح العسكري"، مضيفا "تأكدوا أننا إن لم نتقبل شكلهم الإسلامي سيتعاملون معنا (أي مسلمو سبتة) وكأننا محتلون على غرار الإسرائيليين". ولقي خطاب الرئيس المحلي لحزب "فوكس" استحسانا وتفاعلا من طرف العديد من الأعضاء، لكن أخطر الردود جاءت من عضو يدعى فرانسيسكو خوسي رويث، والذي ليس سوى ضابط سابق في الشرطة الوطنية الإسبانية، إذ أورد "الحرب العالمية الثالثة لا بد أن تبدأ يوما ما، وستكون ضد الإسلام". ونال المغاربة نصيبا وافيا من عنصية واستهزاء أعضاء الحزب اليميني المتطرف داخل المدينة التي يمثل المسلمون نصف سكانها، وصل حل السخرية من توشح وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مالاسكا للقائد العام للدرك الملكي المغربي الجنرال حرمو، بوسام "الصليب الكبير للاستحقاق" الذي يعد أكبر وسام يمنحه الحرس المدني الإسباني. وعلقت يولاندا ميليرو، التي كانت مرشحة للانتخابات البرلمانية على قوائم "فوكس" في الانتخابات التشريعية التي أقيمت في أبريل من العام الماضي، قائلة "لننظر إلى الجانب الإيجابي، لقد وضعنا صليبا على مورو"، و"المورو" عبارة إسبانية مهينة تستخدم لوصف المغاربة والإسبان من أصل مغربي. وتسبب تسريب هذه المحادثات في هزة داخل الأوساط السياسية الإسبانية وداخل حزب "فوكس" نفسه، إذ قرر النائبان عن الحزب كارمين فاسكيز وخوسي ماريا رودريغيز تقديم استقالتهما منه، باعتبار التصريحات الصادر عن أعضائه "دليلا قاطعا على نشره للإسلاموفوبيا، وتحمل الكثير من الشر وتهدد التعايش داخل سبتة". وأوردت فاسكيز خلال مؤتمر صحفي "إذا كان خمسون في المائة من سكان سبتة مسلمين فيجب احترامهم بشدة وإعطاءهم وزنهم"، موردة أنها التحقت بحزب "فوكس" عندما كان يحتاج إلى المزيد من النساء "وقتها لم أكن أعرف ما الذي سيحصل في المستقبل، لكن الآن أعترف أن هذه التجربة كانت واحدة من أسوء محطات حياتي".