فاد كتاب صدر مؤخراً لصحفي استقصائي إيطالي بأن الفاتيكان على حافة الإفلاس. وقالت صحيفة "لا ريببوليكا " التي نشرت مقتطفات من العمل إن كتاب "جيوديتسيو يونيفيرسال" (الحكم الأخير) صدر اليوم الاثنين (21 اكتوبر/تشرين الأول) في إيطاليا وهو من تأليف جيانلويجي نوتسي الذي كثيراً ما ينشر مواداً صحفية بناء عن وثائق ومستندات مسربة. ونقلت مواقع صحفية ألمانية مثل "فوكوس" و"هاندلسبلات" عن الكتاب إن بابا الفاتيكان تلقى تقريراً داخلياً في أيار/ مايو 2018 يشير إلى أن "العجز الذي يصيب الكرسي الرسولي والحبر الأعظم قد وصل إلى مستويات مقلقة، ومعرض للوصول للإفلاس والعجز عن سداد المديونيات". وأضاف الكتاب أن نفقات الإدارة المركزية للفاتيكان زادت بواقع 62 بالمئة، من 4. 16 مليون يورو في 2015، لتصل إلى 6. 26 مليون يورو في 2017. من ناحية أخرى، تراجعت التبرعات لصندوق "بنس بطرس" الذي تصل مدفوعاته مباشرة للبابا من 101 مليون يورو في 2006 إلى 51 مليون يورو في 2018، بحسب الكتاب. وجدد نوتسي المزاعم أيضا أن الفاتيكان يسيء إدارة ممتلكاته العقارية المهمة ولا يستخدم سوى 20 بالمئة من موارد صندوق بنس بطرس في الأعمال الخيرية. #GiudizioUniversale è il mio nuovo libro sui segreti vaticani. Giudizio Universale è quanto accade nei sacri palazzi e che non viene raccontato. Giudizio universale, perché dopo quello che sta affrontando Francesco l'unica certezza, è che niente sarà come prima. #21ottobre pic.twitter.com/IoApuFvz8O — Gianluigi Nuzzi (@GianluigiNuzzi) October 15, 2019 ويقول نوتسي إن إدارة تراث الكرسي الرسولي (APSA)، وهو ما يشبه نوعاً ما البنك المركزي والخاص بالفاتيكان، واجه تحذيراً أوليا في عام 2018، وأن الحسابات المصرفية لكاردينالات الفاتيكان مشمولة بالسرية، ولم يستجب الفاتيكان لطلبات التوضيح حول هذه المزاعم، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقال نوتسي لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا": "إن الوضع أسوأ بالتأكيد مما كان عليه عندما قرر سلف فرانسيس ، بنديكت السادس عشر ، الاستقالة من منصبه". يذكر أنه في عام 2013 ، أصبح بنديكت السادس عشر أول بابا يستقيل منذ حوالي 600 سنة. بعكس ذلك، يعتقد أوستن إفيري، أحد كتاب سير باباوات الفاتيكان والذي سينشر كتاب جديد عن البابا فرانسيس الشهر المقبل، أن الحديث عن أزمة مالية تلوح في الأفق بشأن موارد الفاتيكان المالية هو أمر مبالغ فيه. وقال إفيري: "منذ فترة طويلة قبل انتخاب فرانسيس في عام 2013 كانت هناك تحذيرات دراماتيكية بأن الفاتيكان يتجه نحو الإفلاس إذا لم يقم بعمليات ترتيب داخلية"، مضيفاً أنه "على مدى السنوات الست الماضية، كان هذا بالضبط ما يقوم به البابا فرانسيس، ومن هذه الإجراءات خفض الإنفاق واللجوء لطرق محاسبية جديدة"، وتابع: "لا يزال أمامنا طريق طويل ولكن التقدم في هذا كان لافت للنظر". وكان صحفي التحقيقات الإيطالي، إميليانو فيتيبالدي قد كتب يوم الأحد بأن النيابة العامة بالفاتيكان تحقق في مزاعم "اختلاس واحتيال وإساءة لاستخدام المنصب وغسل الأموال". ويبحث الادعاء في استثمار الفاتيكان بقيمة 200 مليون دولار في صفقة عقارية في حي تشيلسي الراقي في لندن، بحسب ما أفاد الصحفي الإيطالي، وأن خمسة من مسؤولي الفاتيكان، بمن فيهم كاردينال رفيع المستوى وشخصية بارزة في هيئة الرقابة المالية بالفاتيكان، تم وقفهما عن العمل بسبب التحقيق.