1. الرئيسية 2. المغرب الكبير لتفادي مزيدا من الضغوط.. الجزائر تُسرّع الحكم على صنصال استعدادا لتسوية مع باريس بعد مكالمة بين تبون وماكرون الصحيفة – محمد سعيد أرباط الجمعة 28 مارس 2025 - 14:25 أصدرت الجزائر أمس الخميس، حكما قضائيا على الكاتب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، بوعلام صنصال، بالسجن لمدة 5 سنوات، بدعوى "المساس بوحدة الوطن" وعدد من التهم الأخرى، بعد إدلاء صنصال في وقت سابق لصحيفة فرنسية بأن أراض مغربية اقتطعتها فرنسا وضمتها إلى مستعمرتها الجزائر إبان فترة الاستعمار الفرنسي في المنطقة. وبعد شهور من الاعتقال والمحاكمة، أصدرت محكمة الدارالبيضاء حكمها في حق صنصال، وذلك بعد أيام قليلة من كشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن إجرائهما لاتصالات ثنائية لتسوية الأزمة القائمة بين باريسوالجزائر. وكشفت مصادر دبلوماسية ل"الصحيفة"، أن الجزائر سرّعت "العملية القضائية" بشأن الكاتب بوعلام صنصال، من أجل تسريع وتيرة طي هذا الملف بعد الضغوط الكثيرة التي تلقتها -ولازالت- من طرف العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية التي تُطالب بالإفراج عن صنصال، وتعتبر اعتقاله من طرف السلطات الجزائرية "اعتقالات تعسفيا". وأضافت المصادر نفسها، أن الجزائر لكي تُحافظ على "كبريائها" قررت إصدار الحكم في حق صنصال، حتى "لا يُقال أنها رضخت للضغوط الدولية"، لكنها تتجه في الوقت نفسه إلى التوصل إلى تسوية مع فرنسا من أجل إطلاق سراح صنصال وإنهاء هذا المسلسل الذي يُؤثر على صورتها على المستوى الدولي. كما أشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن الجزائر لا يُمكن أن تُبقي على الكاتب بوعلام صنصال في السجن، وتستمر في معارضة ومعاندة نداءات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طلب أكثر من مرة بإطلاق سراح صنصال، وقد كان هذا الموضوع هو أساس الاتصالات التي جرت بينه وبين تبون في الفترة الأخيرة. كما أن الجزائر، وفق مصادر "الصحيفة"، ترغب في تفادي الوصول إلى مرحلة خطيرة من التصادم مع فرنسا، ولا سيما في ظل تزايد نفوذ اليمين المتطرف في الحياة السياسية في البلاد وداخل الحكومة، ومن بينهم وزير الداخلية، برونو ريتايو الذي أبدى إصرارا وعزما كبيرين على اتخاذ إجراءات صارمة وتدريجية لدفع الجزائر إلى الرضوخ لمطالب باريس، خاصة في قضايا الهجرة. وسجل مراقبون في الأيام الأخيرة، حدوث تحول في الخطاب الرسمي السياسي للجزائر تُجاه فرنسا، خاصة بعد الخرجة الإعلامية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع الصحافة المحلية، حيث أشار إلى أن ماكرون هو "المرجع الوحيد" لتسوية الخلاف مع فرنسا، وقد تحدث بنبرة تتسم بنوع من "الود" تُجاه الرئيس الفرنسي، ما يشير إلى أن اتفاقا ثنائيا قد جرى يؤشر على تسوية مرتقبة للخلافات الثنائية. هذا ويبدو من خلال المؤشرات الحالية، أنه بالرغم من محاولات التصعيد الجزائرية، إلا أن فرنسا نجحت في إفشال الضغوط الجزائرية بشأن دعمها للمغرب في قضية الصحراء، حيث تحول النقاش مؤخرا إلى نقاش ثنائي بين القضايا التي تهم البلدين، وعلى رأسها الهجرة. وكان الخبير السياسي، صبري الحو، قد صرح في الأيام القليلة الماضية ل"الصحيفة" أن لجوء باريس إلى محاولة تعديل اتفاقية الهجرة لسنة 1968 التي تمنح الكثير من الامتيازات للجزائريين، سواء في التنقل أو الإقامة أو العمل، ومحاولة تحويلها إلى اتفاقية "عامة" مثلها مثل باقي الاتفاقيات مع الدول الأخرى، جعل الجزائر تتحول من موقع الضغط على فرنسا بسبب قضية الصحراء، إلى موقع "الدفاع" من أجل "الحفاظ" على ما يسميه الجزائريون ب"الحقوق المكتسبة" من اتفاقية 1968. وبخصوص المآل الذي يُمكن أن تنتهي إليه الأزمة بين فرنساوالجزائر، أكد المحلل السياسي صبري الحو، على أن "السيناريو الإسباني" هو الذي سيتكرر، حيث ستضطر الجزائر في نهاية المطاف إلى الرضوخ إلى ما ترغب فيه فرنسا لأن "النخبة السياسية الجزائرية تستفيد من العلاقات مع باريس".