1. الرئيسية 2. الشرق الأوسط مصادر من الجامعة العربية تكشف ل "الصحيفة" تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة التي تبلغ 53 مليار دولار الصحيفة - خولة اجعيفري الثلاثاء 4 مارس 2025 - 14:22 تقترب القمّة الطارئة لجامعة الدول العربية، التي عُقدت لمناقشة خطة إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، من اختتام أشغالها وإعلان توافق عربي حول تبني الخطة المصرية لإعادة الإعمار، والتي تضمنت خطوات تنفيذية محددة ومقترحات لإدارة المرحلة الانتقالية في القطاع. ورحب القادة العرب، خلال القمّة، بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة خلال الشهر الجاري، مؤكدين أن المؤتمر سيكون محطة محورية لجلب الدعم المالي والسياسي اللازم لتنفيذ الخطة المصرية، كما دعا القادة إلى إجراء انتخابات فلسطينية تشمل جميع المناطق خلال عام واحد، بهدف تعزيز شرعية المؤسسات الفلسطينية وضمان مشاركة جميع القوى في العملية السياسية. ووفق ما أكدته مصادر مسؤولة من الجامعة العربية ل "الصحيفة"، فقد تمحورت مسودة الخطة المصرية، التي حظيت بتأييد القادة العرب، حول عدة مبادئ رئيسية، تتمثل أولا في الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر القانون والمجتمع الدوليين. واتفق القادة العرب، على إدانة استهداف المدنيين والقتل العشوائي، مع التنديد بمستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة والتأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وأن أي محاولة لانتزاع الأرض من الفلسطينيين أو تقويض أملهم في إقامة دولتهم لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار، مع التشديد على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين وضمان بقائهم في أراضيهم دون تهجير قسري، والحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع ضرورة التزام جميع الأطراف به، ودعوا المجتمع الدولي لدعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار. ووضعت القمة تصورًا لإدارة المرحلة الانتقالية في غزة، عبر تشكيل لجنة إدارة غزة، والتي ستكون مسؤولة عن تسيير شؤون القطاع لمدة ستة أشهر، وفق ما أكدته المصادر ذاتها، مشيرة إلى أنه تتسم اللجنة بالاستقلالية، حيث ستتكون من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط)، وتعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، لضمان حياديتها وإبعادها عن التجاذبات السياسية بين الفصائل. ومن المنتظر، حسب المصادر ذاتها أن يتم تشكيل اللجنة خلال المرحلة الحالية، بحيث تكون جاهزة لتولي مهامها فور انتهاء الترتيبات اللازمة، في إطار تمكينها من العودة إلى القطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني خالص. وفي إطار تعزيز الأمن والاستقرار في غزة، تعمل مصر والأردن على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية، وذلك تمهيدًا لنشرهم في القطاع لضمان استتباب الأمن خلال المرحلة الانتقالية، كما أكد القادة العرب على ضرورة حشد الدعم السياسي والمالي لتعزيز جهود القاهرة وعمّان في تدريب هذه العناصر الأمنية. وناقشت القمة العربية أيضًا، مقترحًا مطروحًا على مجلس الأمن الدولي، يتمثل في دراسة إمكانية وجود قوات دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كجزء من خطة أوسع لضمان استقرار الأوضاع الأمنية. ومن بين الأفكار التي يجري بحثها إصدار قرار أممي بنشر قوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية، في سياق متكامل يهدف إلى تحقيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأكدت مسودة البيان الختامي للقمة وفق المصادر ذاتها، على الحاجة الملحة للدعم الدولي لإعادة إعمار غزة، داعيةً المؤسسات المالية الدولية والمجتمع الدولي إلى تقديم دعم سريع للخطة المصرية. وبحسب التصور الزمني للخطة، فإن مرحلة التعافي المبكر ستستمر لمدة ستة أشهر، بتكلفة 3 مليارات دولار، في حين ستتم إعادة الإعمار على مرحلتين، حيث تمتد المرحلة الأولى لعامين، بتكلفة تقدر ب 20 مليار دولار على أن تبلغ الكلفة الإجمالية للإعمار 53 مليار دولار. وفي ختام القمة، شدد القادة العرب على أن جميع الجهود المبذولة يجب أن تصب في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتبارها السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في المنطقة. وتمثل هذه القرارات التي خرجت بها القمة خطوة مهمة في سبيل تحقيق تسوية شاملة تعيد الأمل لسكان غزة، وترسم خارطة طريق لإعادة الإعمار، وفق رؤية تضمن الملكية الفلسطينية للعملية، مع دعم إقليمي ودولي لضمان نجاحها.