1. الرئيسية 2. المغرب عمداء دول العالم يشدّدون من مراكش على ضرورة إشراك المدن بشكل أكبر في صناعة القرار الدولي الصحيفة من مراكش الأربعاء 19 فبراير 2025 - 19:00 في ظل تزايد التحديات المرتبطة بالسلامة الطرقية وتنامي الحوادث التي تحصد الأرواح وتهدد الأمن الحضري، أجمع عمداء مدن من مختلف أنحاء العالم في مراكش على ضرورة إشراك المدن بشكل أكبر في صناعة القرار الدولي بشأن هذا الملف، معتبرين أنها تمثل القلب النابض لحركة التنقل الحضري. وأكد المشاركون ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية، الممتد من 18 إلى 20 فبراير الجاري، ومن بينهم أنتو دوغ، مديرة "غلوبل سيتيز هاب"، التي افتتحت جلسة مناقشة اليوم الأربعاء، أنه ومع توسع مدننا، أصبح لزامًا علينا التوقف والتأمل في التحديات التي تواجه السلامة الطرقية، مؤكدة أنه يجب أن نعزز الصلة بين اتخاذ القرار وتنفيذه، فمن الضروري إشراك المدن في المؤتمرات الدولية، خاصة وأن التوصل إلى توافق بين 193 دولة في الأممالمتحدة قد يكون صعبًا، لكنه ضرورة ملحّة في ظل ما بات يُعرف ب"حرب الطرق" التي تحصد الأرواح وتهدد السلامة العامة. ووفق المتحدثة، المدن لا تخشى اتخاذ القرارات الحاسمة، والاستمرار في هذا المسار ضروري لضمان سلامة التنقل الحضري، إذ أن منظمة "غلوبل سيتيز هاب" تعمل كحلقة وصل بين الفاعلين الدوليين، معترفة بالتحديات والمخاوف في بيئة متعددة الأطراف، ورغم شح الموارد، تبقى مسؤولية المدن التكيف مع الواقع وتعزيز انخراط المواطنين في قضايا السلامة الطرقية. وشدّدت على أن التركيز على المدن أصبح أمرًا محوريًا نظرًا لموقعها في قلب المشهد العالمي، وقد أظهرت تجارب مدن كبرى، مثل لندنوباريس وأديس أبابا، أن تطبيق سياسات صارمة يمكن أن يحقق نتائج ملموسة في مجال السلامة الطرقية. واستعرض المؤتمر تجارب متعددة، مسلطًا الضوء على دور المدن في تحسين جودة الحياة وتعزيز السلامة الطرقية، وهو ما يجعلها فاعلًا أساسيًا في صياغة رؤية دولية أكثر أمانًا للتنقل، ومن بين هذه التجارب مراكش التي مثّلها المدير العام لشركة التنمية المحلية "مراكش موبيلتي"، عبد العزيز فارس، حيث اعتبر أن مدينة مراكش اتخذت خطوات متقدمة في مجال السلامة الطرقية بهدف ضمان بيئة حضرية أكثر أمانا واستدامة، مستعرضا خلال هذا اللقاء، تجربة مراكش والجهود المبذولة في سبيل تحقيق تنقل حضري مستدام على مستوى الوجهة السياحية الأولى للمملكة. وأشار إلى أن المدينة الحمراء اتخذت خطوات إرادية لتحسين الفضاء الحضري، مستعرضا في هذا السياق إحداث مسارات للدراجات الهوائية وممرات مشاة أكثر أمانا، بالإضافة إلى وضع حواجز إرشادية عند التقاطعات التي تشهد حوادث مرورية عالية. من جهة أخرى، ذكر فارس أن جماعة مراكش وضعت ميثاقا جماعيا للتخطيط العمراني بهدف التكيف مع القوانين المعمول بها، مع العمل على تعزيز الإشارات المرورية. كما أشار إلى أن مراكش تعمل على دراسة إعادة هيكلة شبكة النقل الجماعي، بهدف تشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العمومية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، مبرزا أن الاجراءات تشمل تركيب كاميرات تسمح بتتبع المعلومات بشكل فوري لاتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة في حال وقوع حادث. من جانبها، أكدت آن هيدالغو، عمدة باريس، على الدور الحيوي للمدن في مجال السلامة الطرقية ومكافحة التلوث، داعية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ المناطق الحضرية. وفي معرض حديثها عن الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا السياق، ذكرت هيدالغو بتخصيص مسارات للدراجات الهوائية الآمنة خلال فترة جائحة كوفيد-19، وكذلك تقليص السرعة إلى 30 كم/س في المدينة، و50 كم/س في المناطق المجاورة، كما أكدت على أهمية التعاون بين السائقين والمواطنين والسلطات العمومية، ودعم المبادرات الخاصة بالسلامة للدراجات النارية، مع اتخاذ تدابير ملائمة مثل فرض ارتداء الخوذات المعتمدة. من جهتها، شددت بلانكا لوبيز، نائبة عمدة غواياكيل (الإكوادور)، على أهمية تخطيط المدن في تعزيز السلامة الطرقية وتحسين التنقل. وأكدت أن بيئة حضرية آمنة تتطلب أن ت سمع أصوات البلديات في مراكز اتخاذ القرارات السياسية، خاصة في ما يتعلق بالتنقل، مشددة على ضرورة إرادة سياسية لضمان فعالية استراتيجيات السلامة الطرقية. وتناول المشاركون في الندوة دور المدن كمراكز لابتكار حلول قابلة للتكيف مع السياقات المختلفة من أجل ضمان مستقبل أكثر توازنا واحتراما للبيئة، مشيرين الى أن التدابير التي تتخذها المدن لها تأثير كبير على التنقل المستدام والسلامة المرورية، وذلك بفضل البنيات التحتية القوية واستخدام التكنولوجيا. يذكر، أن المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول السلامة الطرقية الذي تنظمه وزارة النقل واللوجستيك، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية تحت شعار "الالتزام من أجل الحياة"، يشهد مشاركة وفود رسمية يترأسها أزيد من 100 وزير يشرفون على قطاعات النقل والداخلية والبنية التحتية والصحة.