عاش مطار سانية الرمل بتطوان، أول أمس الجمعة، وضعا استثنائيا أثر على السير العادي للعديد من الرحلات التي اضطرت إلى تغيير مسارها بسبب الضباب الكثيف الذي جعل النزول على مدرج المطار الضيق أمرا مستحيلا. واضطرت بعض الطائرات إلى تغيير مسارها نحو مطارات أخرى بسبب الصعوبات التي اعترضها عند بلوغها أجواء مدينة تطوان، في حين ظلت طائرات أخرى معلقة في السماء في انتظار تمكنها من النزول دون جدوى. وأثرت هذه الوضعية على الرحلة القادمة من مطار مالقا صوب مطار سانية الرمل، والتابعة لشركة الطيران الإيرلندية "ريان إير"، فبعدما كان من المفترض أن لا تتوج مدة الرحلة 35 دقيقة، وجد المسافرون أنفسهم عالقين في السماء لساعتين إضافيتين. وتعذر على ربان الطائرة النزول على مدرج المطار، ما دفعه إلى التحليق لمدة ساعتين تقريبا ما بين البحر الأبيض المتوسط والأجواء المغربية، قبل أن يعطى الإذن بالاتجاه نحو مطار "ابن بطوطة" الدولي بطنجة، حيث حط هناك. وعاشت رحلة داخلية تابعة للخطوط الملكية المغربية، تربط مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بمطار الشريف الإدريسي في الحسيمة عبر تطوان، وضعا مشابها، حيث كان يفترض أن تحط بمطار سانية الرمل لتحمل المسافرين الذين لم يتم إخبارهم بإلغاء الرحلة، قبل أن يفاجؤوا بذلك، إذ تعذر على ربان الطائرة النزول بمطار تطوان، ما دفعه للتوجه مباشرة إلى الحسيمة. وكان فريق اتحاد طنجة لكرة القدم بدوره ضحية لهذه الوضعية، إذ كان من المفترض أن تنطلق رحلته من تطوان إلى الحسيمة، التي يواجه فريقها المحلي اليوم الأحد في إطار منافسات كأس العرش، في تمام الساعة السابعة و20 دقيقة مساء، قبل أن يضطر للعودة عبر الحافلة إلى طنجة. وبعد إتمام رحلتها إلى الحسيمة اتجهت الطائرة مباشرة إلى طنجة، بينما تم نقل المسافرين من مطار سانية الرمل إلى مطار ابن بطوطة برا، ولم تنطلق رحلتهم من هناك إلا في حوالي منتصف الليل، وسط تذمر كبير من الركاب المرهقين. يشار أن مطار سانية الرمل كان قد سجل ارتفاعا كبيرا في حركة النقل الجوي خلال شهر يوليوز الماضي، بنسبة وصلت إلى 56,38 في المائة، حسب أرقام المكتب الوطني للمطارات.