1. الرئيسية 2. تقارير عودة المواجهات الدامية في النيجر يثير قلق الجزائر ويُهدد مشاريعها في المنطقة الصحيفة من الرباط الجمعة 20 شتنبر 2024 - 19:53 أعلن جيش النيجر، عن حدوث مواجهات دامية أمس الخميس، مع مقاتلين ينتمون إلى تنظيمي القاعدة وداعش، مما أسفر عن مقل أكثر من 100 مقاتل ينتمون لهاذين التنظيمين حسبب الجيش النيجري، الذي أشار إلى أن 20 جنديا سقطوا من صفوفه خلال المواجهات. وحسب ما تداولته تقارير دولية، فإن المواجهات وقعت على مقربة من حدود مالي وبوركينا فاسو، في حين يطارد ويلاحق آخرين في مناطق قريبة من الحدود الجزائرية والليبية، مما يشير إلى عودة التوترات من جديد في منطقة الساحل. وأشارت التقارير ذاتها إلى أن عودة القلاقل والتوترات في النيجر، يساهم في زيادة التوتر والاضطرابات في منطقة الساحل، ويضع مصالح ومشاريع العديد من الدول في مواجهة الخطر، وعلى رأسها الجزائر، التي سبق أن أعربت عن قلقها فيما يحدث في حدودها الجنوبية. وتخشى الجزائر من أن يؤدي زيادة منسوب التوتر في النيجر، إلى حدوث هجرات جماعية للسكان نحو حدودها الترابية، وهو ما يتضمن العديد من مخاطر تسرب مقاتلين إلى داخل حدودها، وهو ما يدفع الجزائر مرارا إلى ترحيل الآلاف من المهاجرين النيجريين إلى بلدهم. وتُعتبر مسألة طرد الجزائر للمهاجرين النيجريين، من القضايا التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى حدوث توتر بين نيامي والجزائر، حيث سبق أن أعربت النيجر عن رفضها لطريقة تعامل الجزائر مع رعاياها ممن يدخلون إلى الجزائر عبر الحدود البرية بطرق غير نظامية. وفي سياق متصل، فإن عودة التوترات والقلاقل إلى النيجر، يؤدي إلى عرقلة مشاريع الجزائر في هذا البلد، ومن أبرزها مشروع أنبوب الغاز الذي تهدف الجزائر إلى تنفيذه، وهو المشروع الذي تنافس به مشروعا مغربيا مماثلا، عبر ربط نيجيريابالجزائر بأنبوب لنقل الغاز يمر من دول النيجر التي تقع بينهما. لكن بخلاف المشروع المغربي، الذي يعبر من من دول ومناطق تشهد استقرارا سياسيا في الوقت الراهن، فإن المشروع الجزائري يبقى دائما مهددا بالتوترات التي تحصل في النيجر ودول الساحل الأخرى، ولا سيما أن الجماعات الانفصالية والمتطرفة، تلجأ من ضمن تكتيكاتها الحربية، إلى مهاجمة المشاريع الحيوية، مثل أنابيب النفط والغاز لممارسة الضغط على الأنظمة السياسية الحاكمة في المنطقة. وشهد هذا المشروع الجزائري توقفات كثيرة بسبب التطورات التي حدثت في السنتين الأخيريتين في نيامي، من بينها الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس محمد بازوم، وتوتر العلاقات بين الجزائروالنيجر مع الحكام الجدد، قبل أن تقدم الجزائر في الشهور الأخيرة على محاولة إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. لكن عودة الاضطرابات في النيجر، يقوض مطامح الجزائر في استقرار نيامي من أجل إعادة عجلة المشاريع الثنائية بين البلدين، ويرفع بالمقابل من درجة القلق لدى أصحاب القرار في قصر المرادية، فيما يُمكن أن يحدث على الحدود الجنوبية للبلاد.