1. الرئيسية 2. المغرب سنة استثنائية وبمشاعر متناقضة.. المغاربة يطوون صفحة 2023 بين أحزان زلزال الحوز وفرحة تنظيم مونديال 2030 الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 1 يناير 2024 - 23:45 يطوي المغاربة اليوم صفحة سنة 2023 ويبدأون سنة أخرى، لكن السنة الماضية ستظل عالقة في الأذهان لعقود طويلة، بسبب المشاعر الجياشة والمتناقضة التي انتابت المغاربة خلالها، وبالخصوص عند الحدثين البارزين المتعلقين بزلزال إقليمالحوز، والإعلان عن اختيار المغرب لتنظيم مونديال 2023 بالتشارك مع إسبانيا والبرتغال. وتكمن أهمية الحدثين بالنظر إلى الخلفية التي ترتبط بهما، حيث أن المغرب لم يشهد زلزالا عنيفا بهذه الدرجة التي عرفها إقليمالحوز منذ زلزال أكادير في سنة 1960. ومن جهة أخرى، فإن اختيار المغرب من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، لتنظيم مونديال 2030، جاء بعد 5 ترشيحات لم يُوفق فيها، كان أولها في 1994. ووقع زلزال إقليمالحوز في ليلة 8 شتنبر 2023، وقد ظل المغاربة لساعات يعتقدون أنه مجرد هزة أرضية بأضرار جانبية خفيفة، قبل أن يستيقظوا في اليوم الموالي على هول الكارثة التي أدت إلى انهيار عشرات الآلاف من المباني في دواوير متفرقة بإقليمالحوز. وازدادات الكارثة تضخما بعدما بدأت السلطات تُعلن عن ضحايا الزلزال الذي كان يُعتقد في اليوم الأول أن العدد لن يتجاوز بضعة عشرات من القتلى، لكن العدد ارتفع ليصل إلى سقف 3 آلاف قتيل، والآلاف من الجرحى، فاتضح أن حجم الكارثة هو الأكبر منذ أزيد من 60 عاما من تاريخ البلاد. وبالرغم من حجم الكارثة والحزن الذي أعقبها في مختلف مناطق البلاد، إلا أن المغاربة قدموا صورة تضامنية أشاد بها الكثير من متتبعي العالم، حيث انطلقت المئات من قوافل الشاحنات محملة بالمساعدات نحو إقليمالحوز، وكانت كل تلك المساعدات هي مبادرة ذاتية من طرف الشعب المغربي لمواطنيهم المتضررين. لكن في ظرف أقل كن شهر، تلقى المغاربة بفرح عارم إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم اختيار ملف المغرب المشترك مع إسبانيا والبرتغال، لتنظيم كأس العالم لسنة 2030، وقد عادل حجم الفرحة حجم الخيبات المتتالية التي كان قد تلقاها المغاربة في ترشيحات سابقة لتنظيم المونديال، أبرزها خيبة 2010 التي كان المغرب قاب قوسين أو أدنى من الفوز بشرف تنظيم كأس العالم الذي ذهب في النهاية إلى جنوب إفريقيا، بسبب كولسة تحدثت عنها تقارير إعلامية دولية. سيظل زلزال الحوز خالدا في ذهن الأجيال المغربية التي عاشته لعقود طويلة، لكن في خضم ذلك، يتطلع المغاربة للسنوات المقبلة بكثير من الشوق والتفاؤل، بسبب استعداد البلاد لتنظيم كأس العالم الذي يُعتقد أنه سيكون محطة فارقة في تاريخ الرياضة والبنية التحتية للمملكة المغربية وصورتها على المستوى الدولي.