هددت جبهة البوليساريو الانفصالية بتعطيل المرحلة الثانية من مخطط تنمية المعبر الحدودي الكركرات، ملوحة ب"رد حازم" على إطلاق السلطات المغربية مخططا تنمويا لتأهيل المعبر الحدودي بجنوب المملكة. والمشروع التنموي الذي تسعى البوليساريو للتشويش عليه وعرقلته يأتي في إطار مخطط تنموي شامل لتأهيل المعبر والنهوض بأوضاع المنطقة من أجل الرفع من الجاذبية الاقتصادية للمعبر التجاري، وجهود التنمية المغربية في الأقاليم الصحراوية عموما وفي جهة الداخلة خصوصا عصيّة على أي محاولات التعطيل والتشويش التي تقودها البوليساريو. وإلى جانب تطوير البنية التحتية يعمل المغرب على تعزيز أمن المنطقة ومحاربة الجريمة المنظمة وتهريب السلاح والمخدرات ومكافحة الإرهاب العابر للحدود الذي تغذيه الجبهة الانفصالية والتي تؤكد تقارير متطابقة تورطها في أنشطة إجرامية بالمنطقة الحدودية. وبعد أن حشدت كلاميا وإعلاميا ل"حتمية الحرب"، عادت الجبهة إلى لغة التهديد والوعيد لمواجهة المشروع التنموي في منطقة الكركرات. ويبدو هذا مبررا بالنسبة للبوليساريو التي لا تريد أي تنمية أو استقرار في المنطقة يقطعان الطريق على أنشطتها الإجرامية ويحرمها من عائدات ضخمة. وحسب المصدر ذاته فإن المغرب قام قبل ذلك ببناء منازل لفائدة الشرطة الحدودية ورجال الدرك الملكي والجمارك لتوفير الظروف المواتية لمراقبة مافيات تهريب السلاح والمخدرات وتأمين التنقل السلس للأشخاص والبضائع. ومنطقة الكركرات التابعة إداريا لإقليم أوسرد بجهة الداخلة وادي الذهب (هي إحدى الجهات الإدارية في التقسيم الجهوي الجديد للمملكة المغربية منذ 2015) تخضع لمراقبة السلطات المغربية التي سبق أن أطلقت ورشا كبيرة لتعبيد الطريق بالمنطقة الحدودية الجنوبية على خلاف ما يروج له الكيان الانفصالي غير الشرعي تحت مسمى 'الأراضي المحررة'. وقد احتج زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، على المشروع التنموي وعلى التعزيزات الأمنية المغربية في المنطقة وتوفير مساكن للعمال ولعناصر الأمن والجمارك. وقالت الجبهة إنها "تحتفظ بحقها المشروع في الرد على جميع الأعمال الاستفزازية"، التي يقوم بها المغرب في المنطقة العازلة الكركرات، في إشارة إلى تأهيل المعبر وتعزيز الأمن فيه لمكافحة التهريب والأنشطة الإجرامية والإرهابية. ولمعبر الكركرات التجاري أهمية بالغة بالنسبة للمغرب حيث يعتبر بوابة نحو افريقيا وتأهيله وتأمينه وتطويره من شأنه أن يساعد على إحداث النقلة النوعية الاجتماعية والاقتصادية التي يخطط لها المغرب ويعمل على تحقيقها في أقرب الآجال الممكنة. وسبق لميليشيات البوليساريو المسلحة أن اقتحمت في أكثر من مرة المنطقة التي باتت تشتهر باسم قندهار، في انتهاكات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار. *عن ميديل إيست أونلاين بتصرف