في الوقت الذي نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، خبر لقاء جمع بين جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بولي عهد أبوظبي، ووزير خارجية عمّان، في الرباط، حيث تضاربت الأخبار حول تفاصيل هذا اللقاء وإن كان ولي عهد أبوظبي، قد زار فعلا المغرب دون أن يعلن عن ذلك، أكدت مصادر عليمة ل"الصحيفة" أن الشيخ محمد بن زايد، حلّ، فعلا، بالمغرب، خلال الأسبوع الماضي، وكان مرفوقا، بمحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع وحاكم إمارة دبي. سبب الزيارة كما تداولته صحيفة "جيروزاليم بوست" وأكدته مصادر "الصحيفة" جاء بعد ترتيب اجتماع خاص في الرباط، يَخص تداول مقترحات "صفقة القرن"، وهو الاجتماع الذي دار الخميس الماضي، بالإقامة الخاصة لولي عهد أبوظبي، قرب سد "سيدي محمد بن عبد الله" ضواحي الرباط، بين مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، بحضور وزير خارجية عمّان، ومسؤول مغربي، يرجح أن يكون أحد مستشاري الملك محمد السادس. وتحدثت مصادر ل"الصحيفة" عن زيارة ولي عهد أبوظبي إلى المغرب، إذ أكدت أنها جاءت بعد مرور مياه كثيرة "تحت جسر" العلاقات المغربية الإماراتية، حيث عملت الإمارات على خلق هوة كبيرة في علاقاتها مع المملكة، بعد الخلاف الواضح الذي كان بين البلدين لِموقف المغرب من قرار"حصار قطر"، وما تلى ذلك من تصويت الإمارات ضد الملف المغربي لتنظيم كأس العالم 2026، والدخول في صراع حقيقي بين المملكة والإمارات حول الحقل الديني في أوروبا، ثم محاولة وضع أبوظبي بعض الحصى في حذاء المغرب من خلال الحصول على صفقة تدبير ميناء نواذيبو في العاصمة الاقتصادية الموريتانية، وهو الميناء الذي تتقدم التحضيرات لتشييده بعد أن وقعت اتفاقية بنائه في إبريل 2018 بين السلطات الموريتانية وشركة صينية، وذلك لمنافسة ميناء الداخلة المستقبلي. كلها عوامل جعلت من حضور ولي عهد أبوظبي إلى المغرب "أمرا ملفتا"، غير أن مصادر "الصحيفة" أشارت أن الشهور القليلة الماضية عرفت الكثير من محاولة "ترميم" العلاقات الإماراتية المغربية، قادتها بالتحديد الشيخة فاطمة، وهي إحدى زوجات رئيس الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأم ولي عهد أبو ظبي الحالي الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، والمقيمة بشكل شبه دائم في المغرب. وعملت الشيخة فاطمة التي تعشق المغرب، وتعتبر الملك محمد السادس "ابنها"، بشكل حثيث على إعادة "الدفء" إلى العلاقات بين البلدين، متكئة على جهود أخرى قام بها، محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وحاكم إمارة دبي، لإعادة العلاقة لمستوها الطبيعي بعد أن تضررت بشكل غير مسبوق. وحسب المعطيات دائما، فإن الرباط كانت متحفظة جدا لإعادة العلاقات مع أبوظبي بشكل طبيعي بدون ضمانات عدم تكرار "الفوضى" التي استهدفت المغرب، خصوصا فيما يتعلق بوحدته الترابية، وكذا معالجة العديد من الملفات العالقة التي يعتبرها المغرب تتعلق بأمنه القومي، مثل دعم الإمارات للواء المتقاعد في ليبيا الخليفة حفتر، وكذا الصراع الذي دخلت فيه أبوظبي مع المغرب حول المساجد والمراكز الدينية في أوروبا، التي يعتبرها المغرب "حديقته الخلفية" التي تخص التدبير الديني والهوياتي لجالية مغربية تزيد عن الثلاثة ملايين مغربي في أوروبا، لوحدها. وكان هذا التحفظ بارزا من خلال عدم نشر وكالة الأنباء المغربية، الرسمية، "لاماب"، أي خبر عن مكالة أجراها الملك محمد السادس، مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد في الثامن من الشهر الماضي، في الوقت الذي نشرت الصفحة الرسمية على "تويتر"، لولي عهد أبوظبي، خبرا يخص هذا الاتصال. وفي الوقت الذي تفضل الرباط "تصفية" جميع الملفات العالقة قبل إظهار العلاقات على أنها طبيعية، تعمل أبوظبي لمراجعة سياساتها برمتها، في المنطقة، بما فيها السياسة التي اتبعتها مع المغرب، بعد اجتماع عاصف الشهر الماضي، جمع شيوخ الإمارات السبع، حيث تمت المطالبة بمراجعة كلية لسياسات الإمارات الخارجية، المكلفة جدا سياسيا واقتصاديا. إلى ذلك، لم تؤكد كل مصادر "الصحيفة" وجود لقاء بين الملك محمد السادس، وولي عهد أبوظبي، أثناء زيارته للمغرب، هذا في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن الزيارة لم تتجاوز في مدتها 48 ساعة، غادر بعدها الشيخ محمد بن زايد الرباط، في حين مدد، حاكم إمارة دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، زيارته للمغرب، حيث شوهد في الكثير من الأماكن في الرباط وهو يتجول رفقة حرسه الخاص.