1. الرئيسية 2. تقارير بعد أن قرر المغرب والجزائر التخلص منها تدريجيا.. ماكرون يُقر بتراجع اللغة الفرنسية في دول المغرب والعربي ويقترح برنامجا لاستعادتها الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأحد 20 نونبر 2022 - 14:03 أقر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس السبت، خلال لقاء إعلامي على هامش القمة الفرانكفونية التي تُجرى في جزيرة جربة شرقي تونس، بأن استعمال اللغة الفرنسية قد تراجع بالفعل في دول المغرب العربي، مقارنة بما كان عليه الوضع منذ عقدين أو 3 عقود. وأرجع الرئيس الفرنسي، هذا التراجع إلى أسباب منها سياسية، ومنها ما قال بوجود رغبة في استعمال لغات أخرى، خاصة في ظل وجود "لغة إنجليزية سهلة الاستعمال"، لكنه شدد على ضرورة استعادة مكانة اللغة الفرنسية واقترح برنامجا لتعزيز استعادة استعمال اللغة الفرنسية في دول المغرب العربي وإفريقيا عبر برامج التعليم والثقافة والرياضة وشبكة تعليم الفرنسية في العالم. ووفق بيانات المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فإن عدد المتحدثين بالفرنسية يناهز 321 مليون شخص في العالم ما يجعلها في المرتبة الخامسة بين اللغات الأكثر انتشارا، وحسب ماكرون فإن اللغة الفرنسية تتمدد في بعض البلدان الفرانكفونية، لكن في بلدان المغربي العربي يُسجل تراجع لهذه اللغة. ويأتي هذا الكلام من ماكرون في ظل التطورات التي عرفها استعمال اللغات في بلدان المغرب العربي، حيث بدأت بالفعل عدد من البلدان في التوجه نحو الاعتماد بشكل تدريجي على اللغة الانجليزية، تماشيا مع التوجه العالمي نحو استعمال هذه اللغة باعتبارها الأكثر استعمال في التكنولوجيا الحديثة والاقتصاد. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المغرب بدأ عمليا في التقليص من هيمنة اللغة الفرنسية على مختلف مراحل التعليم الأساسي والجامعي لينتقل إلى اعتماد أكبر على اللغة الإنجليزية، حيث قررت الحكومة تعميمها على جميع المدارس في المرحلة الإعدادية ابتداء من السنة الأولى عوض السنة الثالثة، في حين سيبدأ أكثر من 12 ألف طالب جامعي دراستها من خلال وحدات مدمجة في أسلاك التكوين انطلاقا من الموسم الجامعي الحالي. وتزامنت هذه الخطوة المغربية مع وجود برود دبلوماسي كبير بين الرباط وباريس، حيث شرع المغرب في إفساح مجال أكبر للغة الإنجليزية في مختلف المستويات التعليمية، فبعد أن أعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، شهر شتنبر الماضي، توسيع قاعدة أساتذة الإنجليزية في المدارس والشروع تدريجيا في تدريس المواد العلمية بهذه اللغة، أعلنت وزارته بعد ذلك تعميمها في المرحلة الإعدادية. وتُعتبر الجزائر أيضا من البلدان المغاربية التي شرعت في تقليص الاعتماد على اللغة الفرنسية والتوجه نحو التعددي اللغوي، والاعتماد بشكل أكبر على اللغة الانجليزية، وقد طرح البنك المركزي الجزائري مؤخرا أول ورقة نقدية من قيمة 2000 دينار تتضمن اللغة الانجليزية بدل الفرنسية، فيما يتوجه قطاع التعليم إلى إيلاء الإنجليزية اهتماما واستعمالا أكبر.