تحدث وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في حوار تلفزي مع قناة الحدث، أمس الإثنين، عما وصفه ب"فرصة ضائعة" للقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الجزائر عبد المجيد تبون في القمة العربية التي تحتضنها الجزائر ابتداء من مساء اليوم الثلاثاء، كان من الممكن حسب تعبيره أن يشكل هذا اللقاء فرصة لتقريب وجهات النظر وتنقية الأجواء لكنها فرصة ضاعت. وأضاف لعمامرة قائلا في هذا السياق، "سيبقى للمؤرخين إصدار الحكم إن كانت هناك فرصة ضاعت للمغرب العربي والعمل العربي المشترك وكذلك من يتحمل مسؤولية ضياعها" مضيفا بالقول "لا أتحدث عن أمور لم تتم، لكن كانت هناك فرصة لدفع العمل المغاربي وتنقية الأجواء، ولم يُستفَد من تلك الفرصة فعلا (..) لا أقول إنها فرصة مؤكدة ولكنها كانت قائمة". وحاول لعمامرة من خلال جوابه اعطاء الانطباع بأنه في حالة لو كان قد قرر الملك محمد السادس الحضور إلى هذه القمة في الجزائر، فكان سيكون له حوار ثنائي مع الرئيس الجزائري، وبالتالي فرصة محتملة لإحداث تطور في العلاقات وتنقية الأجواء واحتمالية تجاوز الخلافات. هذا التصريح من لعمامرة يرى متتبعون للعلاقات المغربية الجزائرية، أنه يأتي في وقت ليس الهدف منه سوى محاولة "إيهام" الطرف المغربي وباقي الأطراف، بأن الجزائر كانت تنوي اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحسين العلاقات مع الرباط، بينما الواقع هو أن لو كانت هذه هي بالفعل نية الجزائر، كان من المفروض أن يُعبر عنها المسؤولون الجزائريون في وقت سابق، وليس بعد إعلان تعذر الملك محمد السادس إلى القمة. كما يرى هؤلاء المتتبعون، أن هذا التصريح يتعارض مع تصرفات وسلوكات الجزائر بشأن المغرب في السنتين الأخيرتين، خاصة أن الملك محمد السادس سبق أن وجه دعوتين صريحتين إلى الجزائر لتجاوز الخلافات الثنائية وطي صفحة الماضي، وهما الدعوتان اللتان تجاهلتهما الجزائر بشكل كلي. وبما أن لعمامرة تحدث عن "المؤرخين"، يقول عدد من المتتبعين، فإنهم بلا شك سيتحدثون مستقبلا عن الدعوتين اللتين وجههما الملك محمد السادس للنظام الجزائري ومده يده لهم لبدء مناقشات إصلاح العلاقات الثنائية وفتح الحدود بين الشعبين الشقيقين، وسيتحدثون عن التجاهل الجزائري "غير المبرر" لهاتين الدعوتين الصريحتين من الملك المغربي شخصيا. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قررت العام الماضي من طرف واحد قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، تحت ادعاء "الأعمال العدائية للمملكة المغربية تُجاه الجزائر"، وقررت إغلاق أجوائها ضد جميع الطائرات المغربية سواء المدنية أو العسكرية، بالرغم من أنها لم تُقدم أي دليل على "تورط" المغرب في الأعمال العدائية الكثيرة التي ذكرتها، من بينها "التجسس ببرنامج بيغاسوس"، وإشعال "حرائق تيزي وزو". ويرى نفس المتتبعين، إنه إذا كانت الجزائر تملك نية حسنة لإيجاد ما يُقرب وجهات النظر مع المغرب وفتح الملفات الشائكة مع الرباط، فإن دعوة المغرب لازالت قائمة، ونية المغرب لتجاوز الخلافات مع الجزائر بدورها لازالت قائمة.