سارع حزب "فوكس" اليميني المتطرف، ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان الإسباني، إلى إدانة ما ورد في رسالة المغرب للأمم المتحدة، والتي جاء فيها أنه لا يملك أي حدود برية مع إسبانيا، وبأن مدينة مليلية عبارة عن ثغر محتل، حيث أعلن الحزب أنه سينقل هذه التصريحات إلى المؤسسة التشريعية الإسبانية معتبرا أن الأمر يدخل في إطار سياسة الرباط من أجل السيطرة على سبتة ومليلية. وفي أول تفاعل له مع ما ورد في رسالة المملكة المغربية الموجهة إلى مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان في جنيف، بتاريخ 8 شتنبر 2022، اعتبر "فوكس" أن هذه الخطوة هي "أبرز مثال على نوايا المغرب غير السليمة، بل تؤكد استمراره في العمل على كسب الأرض في معركته الخاصة من أجل سبتة ومليلية"، مضيفا على لسان نائبته، تيريزا لوبيز، أنهم سيقومون بإدانة مضامين الرسالة أمام البرلمان. وأورد الحزب اليميني المتطرف أنه سيطالب من رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، تغيير موقفه فيما يتعلق باعتبار المغرب بلدا شريكا وصديقا، وذلك بعد أن "أظهر له بالملموس وبشكل سلبي أنه ليس بلدا يمكن الوثوق به"، مبرزا أن مضامين الرسالة خرجت إلى العلن بعد أيام قليلة فقط من جواب الحكومة الإسبانية على استفسارات الحزب، والذي جاء فيه أن العلاقة بين الرباط ومدريد يطبعها الاحترام والثقة المتبادلة. وعاد "فوكس" إلى هجمات المهاجرين غير النظاميين على مدينة مليلية، للتشكيك في نوايا المغرب بخصوصها، على خلفية إصراره على اعتبار المدينة المذكورة، إلى جانب سبتة، مدينتين محتلتين، منتقدا جواب حكومة سانشيز حول أن الأمر يتعلق ب"تعاون ثنائي إسباني مغربي في مجال الهجرة، وعمل مكثف وفعال يتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر"،. واعتبر الحزب، على لسان رئيسه في سبتة، خوان سيرجيو ريدوندو، أن ما جرى يمثل دليلا على أن المغرب لن يوافق على فتح الجمارك التجارية مه المدينتين المتمتعتين بحكم ذاتي، على الرغم من إعلان ذلك على لسان وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، مبرزا أن ذلك ينطوي على اعتراف بسيادة إسبانيا على المنطقتين، وهو ما جاءت الرسالة الموجهة إلى الأممالمتحدة لتعاكسه.