أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن تعيين اللواء جبار مهنا، على رأس المديرية العامة للوثائق والأمن الخارجي، وهو جهاز مخابراتي يتولى القضايا الخارجية، والذي كان الفريق أول السعيد شنقريحة، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش قد عين على رأسه اللواء عبد الغني راشدي يوم 19 يوليوز الماضي فقط، هذا الأخير الذي كان بدوره قد خلف اللواء جمال كحال الشهير بالجنرال المجدوب بعد شهرين فقط من تعيينه، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول أسباب هذا التغيير المستمر. ومنذ يناير من سنة 2021 شهد هذا الجهاز، الذي يوصف بالمخابرات الخارجية الجزائرية، تغييرات لا تتوقف بدأت بالإطاحة باللواء محمد بوزيت، الذي جرى اعتقاله وأحيل على القضاء العسكري الذي أمر بإيداعه سجن البلدية، بعدما اتُّهِم بالتخابر مع دول أجنبية، هي الإمارات العربية المتحدة، وبإفشاء أسرار عسكرية ومعلومات تُهدد الأمن القومي، علما أنه قضى على رأس الجهاز 9 أشهر فقط في ولايته الثانية، بعدما كان قد أقيل للمرة الأولى سنة 2019 بعدما بقي على رأسه 6 سنوات. اللواء جبار مهنا الذي عُيّن رئيسا لجهاز المخابرات الخارجي وعُين بعد ذلك اللواء نور الذين مقري، الشهير ب"محفوظ البوليساريو" على رأس الجهاز بتاريخ 20 يناير 2021، لكنه أُقيل من منصبه في أبريل من سنة 2022 بعد أن كشفت تحقيقات داخلية أن السيطرة على الجهاز ذهبت لساعده الأيمن العقيد حسين حميد الشهير ب"بولحية"، ليتم تعيين اللواء جمال كحال الشهير ب"مجدوب"، هذا الأخير الذي الذي سيُغادره في يوليوز في عملية تبادل غامضة أصبح خلالها مديرا عاما لجهاز الأمن الداخلي التابع لرئاسة الجمهورية مباشرة. وكان الشخص الذي خلف الجنرال مجدوب، المقرب من إيران، على رأس الإدارة العامة لمديرية الوثائق والأمن الداخلي، هو اللواء عبد الغني راشدي، الذي سبقه على رأس جهاز الأمن الداخلي، قبل أن يتم إعفاؤه يوم السبت الماضي، في خطوة بررتها وزارة الدفاع بوضعه الصحي، وقالت الوزارة إن شنقريحة هو من أشرف بنفسه على عملية التنصيب باسم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يحمل صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني. والجنرال مهنا، ابن تيزي وزو بمنطقة القبائل، يعد من أشرس جنرالات الحقبة السوداء، وأحد المشتبه في تورطهم في عمليات الإعدام الميدانية والإبادة الجماعية، وكان قد اعتُقل في أكتوبر من سنة 2019 عقب الحراك الشعبي، وأحيل للسجن العسكري في البليدة بعدما توبع بعدة تهم من بينها الإثراء غير المشروع والتعسف في استعمال السلطة، لكنه خرج من السجن في يوليوز من سنة 2020، وفي أكتوبر من سنة 2021 عين رئيسا لمديرية مكافحة الإرهاب بعد تأسيسها. الجنرال مهنا، الذي يوصف بأنه تلميذ لجنرال آخر سيء السمعة، هو محمد مدين الشهير ب"توفيق"، الذي ظل على رأس المخابرات العامة ل25 سنة من 1990 إلى غاية سنة 2015، كان قد عاد للواجهة في يناير من سنة 2022 حين حضر اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن برئاسة تبون، واتضح حينها أنه العسكري "الدموي" في زمن العشرية السوداء ثم رجل المخابرات القوي في عهد بوتفليقة، قد عاد للواجهة بقوة، ليتم الأمر الآن بترؤسه جهاز المخابرات الخارجية.