أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن العودة لاتخاذ الإجراءات العادية في دراسة طلبات التأشيرة التي يتقدم بها التونسيون، وبالتالي انهاء إجراء التشديد الذي كانت قد اتخذته فرنسا ضد تونس بدعوى عدم تعاونها في مجال تسلم مهاجريها الذين ترغب فرنسا في ترحيلهم، وهو نفس "الاجراء العقابي" كانت اتخذته باريس ضد الجزائر والمغرب. وقالت الداخلية الفرنسية إن الاتفاق على العودة السابقة للتعامل مع طلبات التأشيرة الفرنسية من طرف التونسيين بالاجراءات العادية المخففة، يأتي بعد مناقشات جرت بين وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، ونظيره التونسي توفيق شرف الدين وعقب زيارة كانت قد قامت بها رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن إلى باريس لمناقشة عدد من القضايا مع المسؤولين الفرنسيين ومن بينها قضية التأشيرة. وبهذا القرار تكون فرنسا قد قررت التخلي عن إجرائها المتششد ضد كل من تونسوالجزائر، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في الأيام الماضية، في حين لازالت مستمرة في تطبيق قراراها على طلاب التأشيرة من المواطنين المغاربة. وتُعتبر قضية التأشيرات من القضايا التي عمقت البرود الدبلوماسي بين المغرب وفرنسا، حيث تعرف العلاقات الثنائية توترا صامتا، بسبب تعنت باريس في عدد من القضايا التي تهم الرباط، ومن بينها قضية الصحراء المغربية التي لازالت لم توضح موقفها بشكل صريح من هذا الملف. ومن بين مظاهر هذه الأزمة بين البلدين، سحب المغرب أول أمس الأربعاء موافقته القنصلية المتعلقة باستقبال الإمام المغربي حسن إيكويسن، الذي قررت فرنسا رسميا يوم الثلاثاء ترحيله عن البلاد بعد اتهامات موجهة له من طرف الحكومة بالتحريض على الكراهية. وقرر المغرب بشكل مفاجئ سحب موافقته على استقبال هذا الإمام، بالرغم من أنه كان قد أصدر تصريحا قنصليا في 1 غشت الجاري صالح لمدة 60 يوما، يُعطي من خلاله الموافقة على استقبال هذا الإمام الحامل للجنسية المغربية بعد ترحيله من فرنسا. ونقلت "أوروب 1" تعليق مصدر مقرب من وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، الغاضب على هذه الخطوة المغربية، بالقول "سيكون من غير المفهوم إذا تم تعليق هذا التصريح الذي ليس له وظيفة أخرى سوى إضفاء الطابع الرسمي على اعتراف المغرب بجنسية حسن إيكويسن. كيف يمكن أن يكون هناك اعتراف بجنسية أحد المواطنين في يوم من الأيام، ثم يُسحب الاعتراف به في اليوم التالي؟". وتجدر الإشارة إلى أن حسن إيكويسن لازال في حالة فرار، ولم تصل السلطات الأمنية الفرنسية إلى مكانه بعد، ويُرجح أنه يتواجد في بلجيكا حاليا، غير أنه بقرار المغرب سحب تصريح الاعتراف بالإمام حسن إيكويسين كمغربي، فإنه لن يكون في مقدور فرنسا ترحيله إلى المملكة المغربية حتى لو تم اعتقاله. ويرى متتبعون أن العلاقات بين فرنسا والمغرب تنتظر الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر المقبل، مثلما أعلن هو نفسه في فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الزيارة التي يُتوقع أن تنهي حالة البرود الدبلوماسي بين البلدين.