قالت صحيفة "Bild" الألمانية، إن العلاقات المغربية الألمانية تشهد انطلاق صفحة جديدة بعد توترها العام الماضي بسبب مواقف برلين من قضية الصحراء، مشيرة إلى اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك ونظيرها المغربي ناصر بوريطة امس الخميس، بعد زيارة المسؤولة الألمانية إلى العاصمة الرباط. ووفق ذات المصدر، فإن بايربوك، بالرغم من أنها لم تغير كثيرا من مواقف سلفها في قضية الصحراء، إلا أنها جددت التأكيد على أهمية المقترح المغربي لحل النزاع في الصحراء، والذي يتعلق بمقترح الحكم الذاتي، حيث تعتبره مساهمة مهمة لحل المشكل، وهو ما رحبت به المملكة المغربية. وأضافت الصحيفة الألمانية، أن هناك 3 أسباب على الأقل تدفع برلين لكسب ود الرباط وتمتين العلاقات الثنائية معها، ويتعلق السبب الأول لكون المغرب، على عكس باقي البلدان العربية الأخرى -حسب تعبير الصحيفة الألمانية- يتميز بالاستقرار السياسي، وبإطلاق الرباط مجموعة من الاصلاحات والتعديلات الاجتماعية. والسبب الثاني وفق ذات المصدر الإعلامي، هو أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي عموما، يسعيان إلى الاستمرار في الاعتماد على المغرب في محاربة الهجرة غير النظامية وإيقاف التدفقات الكبيرة للمهاجرين على الحدود الأوروبية، مشيرة في هذا السياق إلى التقارير الإعلامية الإسبانية التي تحدثت مؤخرا عن عزم الاتحاد الأوروبي تخصيص 500 مليون أورو كمساعدات مالية للمغرب من أجل مكافحة الظاهرة. أما السبب الثالث والذي يُعد الأهم، فقد أشارت الصحيفة الألمانية إلى أهمية المغرب كشريك في مجال انتاج الهيدروجين الأخضر إضافة إلى أنه يُمكن أن يصبح إلى حد بعيد أكبر مورد للفوسفاط ومشتقاته من الأسمدة إلى أوروبا إذا أوقفت روسيا مرة أخرى تصدير الاسمدة، كما حدث في الشتاء الماضي. هذا، وتحدث جل التقارير الإعلامية الألمانية عن أن الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية إلى المغرب، تُعتبر بداية صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد جمود دام عدة شهور العام الماضي، بسبب رفض ألمانيا لسيادة المغرب على الصحراء التي اعترفت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال إدارة ترامب السابقة. وكان رد الفعل المغربي قويا تجاه ألمانيا، حيث أصدر الخارجية المغربية بلاغا أعلنت فيه وقف جميع العلاقات والتعاملات مع السفارة الألمانية في الرباط، واستدعت السفيرة المغربية من برلين، قبل أن تُعلن ألمانيا عبر وزيرة خارجيتها الجديدة عن تعديل موقفها من قضية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء.