تواصل تحويلات مغاربة العالم تدفقها بشكل غير مسبوق في الأشهر الأخيرة؛ إذ بلغت قيمتها إلى غاية متم شهر أكتوبر الماضي حوالي 79.66 مليار درهم، مقابل 55,59 مليار درهم في الفترة ذاتها من السنة الفارطة، وفق إفادة مكتب الصرف في نشرته الخاصة بالمؤشرات الشهرية للتجارة الخارجية لشهر أكتوبر. وفي هذا الصدد، كشف محمد جدري، الخبير الاقتصادي، أنه "على عكس المتوقع، فقد عرفت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعا استثنائيا بلغت سنة 2020 أكثر من 68 مليار درهم، ومن المتوقع أن تصل سنة 2021 إلى أكثر من 87 مليارا؛ هذا الرقم الضخم الذي يعادل تقريباً نسبة عجز الميزانية لسنة 2021". وزاد جدري، في تصريح ، أن "هذا الارتفاع يمكن تفهمه ثقافيا واجتماعيا؛ إذ يؤكد بالملموس الارتباط الوثيق لأبناء المهجر بوطنهم الأم. كما يمكن تفسيره بمخلفات آثار الجائحة على أسر وعائلات أبناء الجالية، ما جعلهم يطلبون يد العون أكثر من أي وقت مضى". أما اقتصاديا، يردف الخبير الاقتصادي، ف"يصعب فهم الأمر؛ على اعتبار أن بنك المغرب دعا إلى إجراء دراسة اقتصادية من أجل فهم أسباب و دواعي هذا الارتفاع غير الطبيعي لتحويلات مغاربة العالم في ظرفية عالمية جد حرجة". تجدر الإشارة إلى أن المكتب ذاته أوضح، في نشرته الخاصة بالمؤشرات الشهرية للتجارة الخارجية لشهر أكتوبر، أن هذه التحويلات ارتفعت بنسبة 43.3 في المائة؛ أي بما يعادل 24.07 مليار درهم. كما سجلت النشرة عينها ارتفاعا في الميزان التجاري للخدمات بفائض حددت نسبته في 7.1 في المائة منتقلا إلى 53.82 مليار درهم.