كشف تقرير استخباراتي ألماني أنجزته إيزابيل فيرينفيلس رئيسة مكتب المخابرات الألماني قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط، يحمل عنوان "لا نريد تركيا جديدة في غرب البحر الأبيض المتوسط"، أن مدينتي سبتة ومليلية التابعتين لإسبانيا في شمال المغرب، على وشك الإنهيار بسبب الحصار المغربي. وقال التقرير الذي تناقلت الصحافة الألمانية تفاصيله، أن "هناك براكين عديدة نائمة ومهددة بالإنفجار بين الرباطومدريد"، مشيرا إلى مشكلة الصحراء والحدود البحرية، إضافة إلى سبتة ومليلية اللتين تعانيان "من حصار مغربي رهيب" حاليا. وأضاف التقرير الاستخباراتي في هذا السياق، أن "برلين لا يمكنها إلا أن تكون مؤيدا متحمسا لمدريد" مشيرا إلى أن سبتة ومليلية "هما جزء لا يتجزأ من أوروبا ومنافذ استراتيجية ليس فقط لمدريد بل حتى للاتحاد الأوروبي". ودعا التقرير الاستخباراتي موجها كلامه إلى الحكومة الألمانية إلى ضرورة " العمل من أجل تقديم الدعم الكامل إلى الحليفة الإسبانية في هذه الحالة"، مشيرا إلى أن "حليفتنا الإسبانية تشكو بشدة من الدعم الأمريكي للمغرب، خاصة بعد اتفاق آبراهام، كما لاحظنا برودة واشنطن تجاه مدريد، وقد انعكس ذلك في حقيقة أن الكثيرين من جنودها تم نقلهم من قواعد إسبانية إلى قواعد إيطالية". ويكشف هذا التقرير الاستخباراتي جانب آخر من الجوانب المسببة للأزمة التي نشبت بين الرباطومدريد منذ شهور، عندما قرر المغرب من جانب واحد قطع علاقاته مع السفارة الألمانية في الرباط واستدعاء سفيرته من برلين إلى التشاور. ومن بين الأسباب الأخرى، ما كشف عنها ذات التقرير الذي تحدث عن مساعي ألمانية قامت بها أجهزة الاستخبارات التابعة لألمانيا التي كان الهدف منها تقويض تقدم المغرب وتعطيل توسعه في المجال الاقتصادي في القارة الإفريقية، حيث سعت إلى خلق مشاكل للمغرب لصالح أعدائه التقليديين والمنافسين له في المنطقة بهدف كبح طموحاته. واعترفت صاحبة التقرير الاستخباراتي، بناء على ما اطلعت عليه من أرشيف المخابرات الألمانية، أن الأخيرة، أي الأجهزة الاستخباراتية الألمانية، اصطدمت بجهاز استخباراتي مغربي قوي، و"منافس شرس" يملك العديد من الروابط والعلاقات، ليس فقط في أوروبا الغربية، بل حتى في أوروبا الشرقية. وقالت إيزابيل فيرينفيلس، أنها توصلت خلال إنجازها للتقرير المذكور، لاستنتاج "مفاده أن الخطة ، التي تم إنفاق الكثير من الأموال عليها من أموال دافعي الضرائب في ألمانيا ، قد فشلت ، وهنا تركيا جديدة في غرب البحر الأبيض المتوسط بدأت في النمو والظهور"، في إشارة إلى أن المساعي الألمانية لتقويض صعود المغرب لم تُكلل بالنجاح، ملمحة إلى احتمال صعود المغرب كقوة جديدة في المنطقة على غرار تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.