واشنطن: فى تحد جديد لنظيرتها مايكروسوفت، تدرس شركة “ياهو” صاحبة ثانى أكبر محرك بحث فى العالم عقد شراكة مع “جوجل” الأمريكية، تقوم بموجبها بمهمة إدارة نشر الإعلانات بجوار نتائج عمليات البحث التي تجرى من خلال محركها البحثي، وفقاً لما ألمحت به تقارير إخبارية. وتضرب ياهو بهذه الخطوة بتهديدات مايكروسوفت عرض الحائط بعد أن رفضت الأولى عرض الاندماج الذي تقدمت به الثانية بمبلغ 41 مليار دولار، وهو ما دفع عملاق البرمجيات إلى التهديد باللجوء للأساليب غير المباشرة للاستحواذ على الشركة من خلال شراء الأسهم من المشاركين وحل مجلس الإدارة. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر لم تذكر اسمها قولها إن تلك الخطوة التى تعتزم من خلالها “ياهو” إسناد نشر الإعلانات بجوار نتائج عمليات البحث التى تتم من خلالها ستمكنها من التركيز على مجال نشر إعلانات العلامات التجارية التي تحتل فيها موقعاً أقوى. وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون بين الشركتين لا يعني بالضرورة إبعاد شبح استحواذ ” مايكروسوفت ” على ياهو، حيث يمكن أن تنسحب ” ياهو ” ببساطة من الاتفاق في حال قيام ” مايكروسوفت ” بشرائها. وكانت ” ياهو ” دشنت قبل أيام اختبارا محدوداً لاستخدام تكنولوجيا ” جوجل ” لنشر الإعلانات أثناء القيام بعمليات البحث على الإنترنت. وذكرت ” ياهو ” في بيان لها أن هذا الاختبار سيستمر لمدة أسبوعين، ولن يشمل سوى 3\% فقط من عمليات البحث التي تجرى عبر محركها على الإنترنت في الولاياتالمتحدة، الأمر الذي شهد ردا حادا من “مايكروسوفت” التي حذرت من أن أي شراكة بين “ياهو وجوجل” ستغطي نحو 90\% من سوق الإعلان على الإنترنت. يذكر أن بعد إعلان شركة مايكروسوفت رغبتها فى ضم ياهو إلى كنفها بدأت حرب ضارية بينها وبين جوجل التي ظهرت بخطط للعب دور المدمر للعملية حيث اتخذت موقفاً ضد الصفقة، مؤكدة في بيان لها أن العرض العدائي الذي اقترحته مايكروسوفت يمكن أن يشكل مخاطر على المنافسة. وفي السر قطعت جوجل، التي تنظر إلى الصفقة المحتملة باعتبارها هجوماً مباشراً، شوطاً أبعد عندما قام رئيسها التنفيذي إريك شميدت بإجراء اتصال هاتفي برئيس ياهو جيري يانج عارضاً مساعدة الشركة في إبعاد مايكروسوفت، ربما بصيغة شراكة بين الشركتين وفقا لما قاله مطلعون على المكالمة. كما بدأت جماعات الضغط التابعة لجوجل في واشنطن التخطيط لكيفية رفع قضية ضد عملية الشراء إلى المشرعين، ويمكن لجوجل أن تستفيد عبر إطالة أمد المراجعة القانونية إلى ما بعد تولي الرئيس المقبل منصبه، كما أن عدداً من مديري جوجل قاموا باتصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع مع حلفاء لهم في شركات مثل تايم وارنر، لمعرفة ما إذا كانوا يعتزمون متابعة عرض منافس وكيف يمكنهم المساعدة. وقال ديفيد درموند نائب رئيس جوجل والمسئول عن القضايا القضائية : “هل يمكن أن تحاول مايكروسوفت الآن أن تمارس نفس التصرف غير الصحيح والنفوذ غير الشرعي على الانترنت مثلما قامت به مع الكومبيوتر الشخصي؟”. وقد أثار عرض شركة مايكروسوفت شراء محرك البحث ياهو العديد من ردود الفعل المتناقضة، ففي الوقت الذي رأى فيه فريق من الخبراء أن ذلك يعد نصراً للأولى ويخدم المستخدمين، ذهب الفريق الأخر إلى أن عقد هذه الصفقة سوف يضع مايكروسوفت مرة أخرى على طريق الاحتكار التي مازالت الشركة تعاني منه إلى الآن. والمديرون التنفيذيون في شركات منافسة أقل تفاؤلاً بشأن استراتيجية تقسيم ياهو، وقال مدير في شركة إعلامية كبرى إنه ما من أحد يمكن أن يحصل على سعر يبلغ 44 مليار دولار حتى إذا انقسم إلي عشرة أقسام. وفي حالة اتمام الصفقة فسيكون اندماج مايكروسوفت وياهو أكبر اندماج على الاطلاق بين شركتين تعملان في تكنولوجيا الكمبيوتر. وكانت اجتماعات قد عقدت على مدى يناير الماضي قام مجلس إدارة ياهو بدراسة البدائل التي قد تكون متاحة أمام الشركة بخلاف قبول عرض مايكروسوفت، وتضمن عرض مايكروسوف عندما أعلن أول مرة الأسبوع الماضي علاوة سعرية تزيد 62 في المئة عن مستوى سهم ياهو. وفكرت ياهو في تحالف بديل مع شركة جوجل عملاق محركات البحث على الانترنت للحفاظ على استقلالها، وفي حالة مضيها قدماً في عرض مايكروسوفت فمن المتوقع أن تسعى للحصول على سعر أعلى من السعر الحالي الذي سيدفع جزء منه نقدا وجزء في شكل أسهم.