قد لا يُصدقك الناس، لكنها الحقيقة؛ حي داخل المدار حضري لا يستفيد من الخدمات الأساسية، لا كهرباء، لا ماء ولا تطهير سائل.. إنها زايو التي اختارت العيش دون الحد الأدنى من أساسيات العيش. حي سيدي منصور الواقع أقصى جنوب مدينة زايو، يعيش وسطه العديد من المواطنين بلا خدمات أساسية، رغم الوعود التي يتلقونها كل انتخابات، وحين كل لقاء مع المسؤولين. التقينا بعدد من القاطنين بالحي، وجوه بادية عليها الحسرة، تترقب الفرج في عيون كل من وعدها بإيجاد حل لمعضلتها، لكن كثرة الوعود لا تعني حتما جدية المسؤول. أكثر من مواطن أكد لنا أن لحم كبش عيد الأضحى الأخير تم رميه بسبب غياب الكهرباء فتعفن. كما أن مواد غذائية أخرى تفسد لذات السبب. أما الماء فلا تتمتع الساكنة بشربه باردا. لا ذنب لهؤلاء في العشوائية التي يبدو عليها حي سيدي منصور، فقد يكون الكثير منهم ضحية مسؤول شَجَّعَهُمْ على البناء لأن الموعد كان انتخابات، لكن ما أن اعتلى الكرسي حتى صار يتنكر لهم، ويُظهر غضبه لوضعية الحي. تصريحات الساكنة الحي، أشبه بنداءات استغاثة، لأن الوضع لا يتحمل مزيدا من الصبر، فلا إنسان يرضى في الألفية الثالثة أن يعيش بلا كهرباء.