تمتاز مدينة زايو و عدد من جماعات الناظور بزيت زيتونها الرفيع، خاصة منه ذو النكهة الثمرية الناضجة، لكن ورغم كل ذلك يبقى تسويقه يجري بطريقة تقليدية تنبني على منطق العرض والطلب السوقي، في غياب تسويق علمي ينبني بصيغة خاصة على الإشهار "ماركوتينغ". ورغم أزمة التسويق إلا أن زيت زيتون زايو أصبح يوما بعد يوم يحفر اسمه بين أفضل المناطق المنتجة لهذه المادة، حتى أن الطلب عليه بدأ يتزايد خلال السنوات الأخيرة، وخاصة داخل التراب الوطني، فيما يقتصر الإقبال عليه خارجيا من طرف أبناء الجالية المنحدرة من المنطقة والتي تعمل على نقله بطرق تقليدية عبر شاحنات نقل البضائع نحو أوروبا للاستهلاك الفردي وليس للبيع. زيت زيتون زايو، الذي ينتج بشكل كبير بجماعتي أولاد ستوت وأولاد داود الزخانين، صار مهددا هذه السنة بأزمة كبيرة بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث أن التصدير نحو أوروبا يرتقب أن ينخفض بنسب قياسية هذا الموسم، ما سيؤثر على تسويق زيت زيتون زايو، لتنضاف إلى أزمة المياه التي واجهها المنتجون طول السنة. ويبدو أن بعض القرارات الأوروبية ستزيد من معاناة المنتجين بزايو، حيث طالب الرئيس الجهوي للقطاع الفلاحي بصقلية الإيطالية، "سالفينو كابيتو" وهي من بين أشهر المناطق المعروفة بإنتاج زيت الزيتون في العالم، بوقف استيراد زيت الزيتون المغربي بأوروبا، لأن خسائر الفلاحين بصقلية هذه السنة، بسبب أزمة كورونا، قدرتها مصادر رسمية ب80%. إيطاليا ليست الدولة الوحيدة التي طالبت بتوقيف استيراد زيت زيتون المغرب نحو أوروبا، حيث أن مسؤولي القطاع الفلاحي بالأندلس الإسبانية بدورهم يطالبون بنفس الأمر، حتى يمكن تفادي خسائر الموسم الحالي. وللتغلب على هذه الوضعية بات مفروضا على منتجي زيت الزيتون بزايو البحث من اليوم عن أسواق داخلية من أجل تسويق منتوجهم، لأن السوق المغربية في ظل الوضعية الراهنة ستعرف إغراقا بزيت الزيتون، حيث سيرتفع العرض مقابل انخفاض كبير في الطلب. ويمكن لفلاحي زايو استغلال جودة زيت الزيتون المحلي من أجل تسويق أمثل، كما أن أسواقا عدة ببلادنا صارت تتنافس على استقدام هذه المادة من أولاد ستوت وأولاد داود.