يبدو أن بعض القائمين على شؤون التعمير والبناء ومن لهم علاقة به بفرخانة لم يلتقطوا بعد الإشارات التي بعث بها عامل الإقليم السيد العاقل بن تهامي خلال لقاء جمع كل رجال السلطة وأعوانهم في وقت سابق، للحد من استفحال ظاهرة البناء العشوائي التي فاحت رائحتها والتي حطمت أرقاما قياسية في خروقات التعمير.. ولعل الزائر لفرخانة التابعة ترابيا لبلدية بني انصار سيكتشف بجلاء مدى استفحال ظاهرة البناء العشوائي أو ما بات يعرف حاليا ب”البناء الرشوائي” خصوصا في الآونة الأخيرة التي شهدت تناسل وتفريخ العديد من المساكن كنبات الفطر، بمباركة بعض الأشخاص النافذين، دون تدخل صارم يذكر لوضع حد للظاهرة وكبح طموح وجشع هؤلاء، في الوقت الذي يقوم فيه أشخاص مقربون من أصحاب القرار وفي واضحة النهار ببناء مساكن حديثة أو إقامة طوابق إضافية أو إصلاحات، وذلك تحت أنظار السلطة المحلية وأعوانها، ولعل دوار “ثيسمغين” و”إياسينن” و “سمار” وناهيك عن منطقة “لعري”، التي باتت تشكل البؤرة السوداء بالإضافة إلى دواوير أخرى، خير شاهد على تنامي الظاهرة التي تمس برونق وجمالية المنطقة من جهة، وتسهم في اتساع دائرة المستفيدين منها ومن يدور في فلكهم، وتغدق على آخرين بأموال طائلة أو أصوات انتخابية إضافية. مبان جديدة تقام بشكل عشوائي ضدا على قوانين البناء والتعمير المعمول بها، وهي العملية التي طرحت وما زالت تطرح حولها أكثر من علامة استفهام عما يجري في دواليب القائمين على تسيير الشأن المحلي، حيث أفادت عدة مصادر عن التواطؤات الساخرة لبعض المسؤولين المحليين بالمجلس البلدي، وبعض رجال السلطة مع مافيا البناء ذوي الدفع المسبق…؟؟ وبالرغم من الآثار السلبية التي يخلفها هذا النوع من البناء سواء من الناحية الجمالية أو العمرانية، فإن الكثيرين يتحدثون بفرخانة عن مظاهر البناء السري الذي ينشط تحت جنح الظلام ويظهر مع تباشير الصباح، الأمر الذي أفرز أحياء بكاملها لا تستجيب لأي معيار أو تصميم هندسي، ولا تتوفر على شروط السلامة. وفي ظل هذا الوضع القاتم الذي أصبح يفرض نفسه بإلحاح شديد، يتساءل العديد من المتتبعين عن المسؤول الحقيقي الذي يقف وراء هذه الظاهرة؟ ومن المستفيد من انتشارها.. مطالبين في نفس الوقت بإيفاد لجنة من العمالة للبحث في هذا الموضوع وفتح تحقيق للتأكد والوقوف على لوبيات الفساد التي تتحرك لخدمة مصالحها الخاصة، والاغتناء الفاحش من البناء العشوائي، هذه الظاهرة التي حولت المنطقة إلى ورش مفتوح، ومعرفة الأسباب التي كانت وراء الفوضى والتسيب الذي يعرفه مجال البناء بفرخانة..!