استمعت هيأة المحكمة، خلال جلسة يوم أمس الجمعة، بغرفة الجنايات في الدارالبيضاء، إلى المشتكية رقم 2 في قضية الصحافي توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة "أخبار اليوم" ، وهي خلود الجابري. هذه الأخيرة، استغلت فقرة تقديم تصريحاتها أمام المحكمة لمهاجمة طاقم موقع "اليوم 24′′، دون أن تشير إلى الإنذارات التي تلقتها منذ أول شهر للعمل بسبب سلوكاتها المشينة، بشهادة جميع العاملين في المؤسسة. أول إنذار تلقته كان بسبب مشادات مع زميلتها في الموقع عائشة شعنان، التي اشتكتها للإدارة بسبب معاملتها السيئة، وتلقت تبعا لذلك إنذارا مكتوبا، بإيعاز من سكرتير التحرير السابق، أحمد المدياني. هذا الأخير، عاش قصصا من المعاناة مع المشتكية بسبب سلوكها السيء، بلغ حد "مقاطعته لها"، وطلبه توقيفها نهائيا عن العمل بالمؤسسة بسبب "ضعفها المهني وسلوكها السيء". ومن بين زملائها الذين عانوا من سلوكها، يذكر أيضا المصور السابق بالموقع، عثمان تودة، والذي غادر الموقع بسببها، بعد أن وجه رسالة مطولة إلى الإدارة عن سلوكاتها، وهي الرسالة المسجلة في أرشيفها إلى حد الآن. المصورون "فهد مرون" و"أيوب العسري" و"عبد الإله بايوسف"، لم يسلموا هم أيضا من معاملتها السيئة، بلغت حد التهجم عليهم وسط قاعة التحرير، و"سبهم" في مكالمات هاتفية مسجلة. توفيق بوعشرين والذي أجاب على العشرات من أسئلة النيابة والعامة وهيأتي الدفاع، أكد أن الصحافية خلود الجابري كانت تشتغل ضمن طاقم "اليوم 24′′، وأُسندت لها مهمة إعداد وتقديم برنامج "الوجه الآخر"، الأمر الذي فشلت فيه بسبب مشاكلها وخصوماتها الدائمة مع زملائها التقنيين في الموقع، فتم توقيف البرنامج لفترة قصيرة قبل استئنافه. الجابري، الصحافية بموقع "اليوم 24" تجنبت الرد على أسئلة هيأة دفاع توفيق بوعشرين، وأصرت على تصفية حساباتها مع زملاء في الموقع لا علاقة لهم بالملف، قبل أن يتدخل دفاع مؤسس أخبار اليوم ويطلب من المحكمة عدم إقحام أسماء أخرى في التصريحات. بوعشرين قدم تصريحاته في الجلسة السرية الرابعة، وأكد أن العلاقة التي تربطه بخلود علاقة مهنية شأنها شأن الصحافيات في الموقع وفي الجريدة، وكان تزور مكتبه بناء على طلب منها بسبب المشاكل التي كانت تختلقها مع زملائها في الموقع. وأضاف بوعشرين خلال مواجهته مع خلود الجابري، أن المؤسسة جلبت مصورا حرا ليتشغل على برنامج "الوجه الآخر" فقط، والزيارات المهنية التي كانت تقود بها خلود إلى مكتبه كانت رفقة المصور التقني. إلى ذلك، قالت خلود الجابري، أمام هيأة المحكمة إنها مارست الجنس مع مديرها خمس مرات متفرقة، انطلقت من أول يوم عملها بالمؤسسة، في الوقت الذي ترفع فيه شكاية بمحاولة الاغتصاب! واعتبر الدفاع هذه التصريحات متناقضة، إذ كيف لصحافية أن تدخل مكتبا تعرض فيه أول مرة للتحرش، وتعود إليه برجليها خمس مرات! وكان بوعشرين، خلال الجلسة السرية الأولى، قال في موضوع خلود "كيف لصحافية تريد أن تدافع عن المجتمع والمال العام، وألا تكون لها القدرة على الدفاع عن نفسها؟!"، مضيفا "وكيف لشخص سوي تعرض لمحاولة اغتصاب في مكان ما، أن يعود لنفس المكان خمس مرات، أكثر من ذلك يصر على العمل فيه إلى الآن!!". واعتبر دفاع بوعشرين أن تصريحات الجابري متناقضة مع التصريحات الإعلامية التي قدمتها سابقا لموقع إلكتروني، والتي كشفت من خلالها أن "أسرتها ميسورة ولا تحتاج إلى عمل"، في الوقت الذي ظلت فيه تطلب مراعاة ظروفها الاجتماعية كون والدتها مريضة وأنها تتكفل بمصاريف علاجها، كلما استدعتها الإدارة لاستفسارهما عن النزاعات مع زملائها. وكشف أعضاء الهيأة أن الفيديو الذي تم تصويره مع خلود تمت إزالته من القناة الخاصة لموقع "شوف تيفي" "لأنه محتواه متناقض مع أقوال المشتكية المدونة بمحضر الشرطة القضائية.