في سياق الدينامية التي يعرفها المجتمع المدني على ضوء القوانين الجديدة المنظمة لممارسة الشأن العام،احتضن فضاء الذاكرة المشتركة المنتدى المحلي الأول في موضوع" الحكامة المحلية : آليات العمل المشترك بين المجتمع المدني و الفاعل المنتخب " من تنظيم جمعية آيث انصار للثقافة و التنمية.ومن تاطير السادة فاروق الطاهري نائب برلماني و صلاح العبوضي عضو بمجلس جهة الشرق و محمد الإدريسي رئيس جماعة قروية. اللقاء شكل فرصة لتسليط الضوء على واقع العلاقة التفاعلية بين السياسي و المدني في ظل ترسانة القوانين و التشريعات التي جاءت لتحدد معالم ديمقراطية تشاركية تتيح للجميع إمكانية تاسيس ممارسة واعدة ونموذجية على مستوى التمثيلية التي تساءل الفاعل السياسي حول قدرة الأحزاب على القيام بالأدوار التأطيرية والدستورية في ظل المؤشرات الصادمة لمخرجات استحقاقات 2016 التي كشفت عن ضعف كبير في المشاركة و استمرار العزوف عن العملية السياسية. و أشار الحاضرون في مداخلاتهم إلى مجموعة من المفاهيم التي ترتبط برهانات المقاربة التشاركية التي يتطلع إليها المواطن لضمان تدبير جيد لشؤونه و الاستجابة لانتظاراته، كما تطرقت الندوة إلى موضوع الحكامة كآلية ومرتكز للشفافية والمحاسبة لاسيما في ظل مجموعة من الإكراهات والمعيقات التي تؤثر سلبا على تحقيق الفلسفة من الديمقراطية التشاركية.وشخصت المداخلات بعض الإختلالات و الشوائب التي يحفل بها المشهد الجمعوي و تكرست بشكل سلبي بين مكوناته المدنيةالأمر الذي انعكس على وتيرة العلاقة المفترض أن تربط بين المؤسسات المنتخبة و المجتمع المدني كفضاء مشترك و قوة اقتراحية من شانها إعطاء دفعة للتنمية التي لا يمكن للسياسي أن يختلف فيها مع المدني. و في نفس السياق إعتبر المحاضرون الوضعية الحالية في البلاد لا تزال بحاجة إلى توحيد الهدف و الرؤية وأن يكون الهاجس المشترك والأولوية هي المصلحة العامة مهما كانت المتغيرات والظروف حيث أثبتت التجربة الميدانية وجود صعوبة امام القائمين على الشان العام وهو ما استعرضته إحدى المداخلات التي رصدت مكامن الخلل و العجز الذي يواجه الجماعات الترابية في إعداد و تنفيذ برامجها من دون اعتماد المقاربة التشاركية. وتفاعلا مع موضوع المنتدى المنظم على مدى يومين ويتضمن ورشات تكوينيةلفاىدة جمعويين و منتخبين الهدف منها بناء جسور الثقة من اجل علاقة تكاملية تصب في اتجاه تحقيق التنمية بمفهوها الشامل.