شهدت بلدية ابن الطيب يوم الأحد 08/11/2009 تظاهرة حول “محاربة الهدر المدرسي وتشغيل الأطفال ” ،هذه المبادرة أتت مباشرة بعد تجديد المكتب المسير لجمعية بسم الله للتمية والاعمال الاجتماعية بالريف، حيث اتفق الجميع على الإهتمام بفضاءات المدرسة بخلق أنشطة بيئية لتصبح الفضاءات التربوية جذابة وممتعة... وفي كلمة افتتاحية لمنسق هذه التظاهرة قال السيد كمال اليناوي : “نحن الآن بصدد توسيع تدخل البرنامج وسنعمل من خلاله المساهمة على تتبع حالات الأطفال المهددين بالهدر المدرسي، وإرساء قواعد شراكة متينة على المستوى المحلي في محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال والهدر المدرسي بمنطقة الريف. هذه التظاهرة كانت أول مبادرة لإماطة اللثام عن معضلة تربوية وسوسيولوجية وبشرية ، تمس كرامة الأطفال بتشغيلهم في نعومة السن ، و الرافضة لتشغيل الأطفال والهادفة أيضا لمحاربة الهدر المدرسي، دعوة صريحة لمكونات المجتمع برمته ، للتفكير جديا في مناهضة تشغيل الأطفال وتكثيف الجهود لإيجاد البدائل الرامية للحد من الهدر المدرسي، وجعل المقعد الدراسي، هوالحق الطبيعي والدستوري والمواطناتي، والهوية الأولى للأطفال في المجتمع ، خاصة وأنه بهذه المنطقة ( الريف) يغادر أكثر من 20 في المائة طفل سنويا المدرسة دون استكمال سنوات التعليم الإجباري. وذلك يجعل من قضية الاستغلال الفاحش للأطفال، أرضية خصبة في تقوية صفوف الأمية، وتهميشهم في الحياة الاقتصادية مستقبلا. فرغم الأرقام المشجعة المسجلة عند بداية كل سنة دراسية ، فإن الأرقام الفعلية للممدرسين ظلت متواضعة، وهذا ما أكده رئيس الجمعية السيد سعيد الشلاوشي الذي ركز بشكل قوي على أن معضلة المدرسة العمومية هي مشكلة الهدر المدرسي ، وأن مثل هذه التظاهرات مؤشر للتفكير في مرحلة جديدة من برنامج محاربة تشغيل الأطفال من خلال محاربة الهدر المدرسي و جعل المدرسة صديقة للطفل بجعل فضائها يحتوي على أنشطة موازية و معالجة الظواهر المعيقة لتمدرس الأطفال كأوضاعهم الصحية والعائلية ، من خلال الإنصات لأوليائهم وتحسيسهم بخطورة تشغيل الأطفال . وقال أيضا أن قضية منع تشغيل الأطفال تهم الجميع ، خاصة بعد توقيع المغرب على مجموعة من الاتفاقيات لحماية الطفولة من جميع أشكال الاستغلال والعنف ، ويتزامن هذا مع تنفيذ المخطط الاستعجالي الرامي إلى التحقيق الفعلي لإلزامية التمدرس إلى حدود 15 سنة ، وجدير بالتأكيد على الرعاية السامية لجلالة الملك للطفولة بالفضاء التربوي وجميع مناحي الحياة وبمساندة جمعيات دعم مدرسة النجاح ، بتنفيذ هذا المشروع للقضاء على آفة تشغيل الأطفال ومحاربة جميع أشكال الهدر المدرسي. وإذا كان الأطفال يرفعون بسواعدهم الفتية ” لا لتشغيل الأطفال” “نعم لتمدرس الأطفال” يؤكد الأستاذ سعيد الشلاوشي فماذا عسانا نحمل على سواعدنا؟ وفي دلالات ذلك، التحسيس بحقوق الطفل في التربية والتعليم وخطورة تشغيل الأطفال و جمعية بسم الله للتنمية والاعمال الاجتماعية بالريف تشتغل فضلا عن ذلك على موضوع الوقاية من تشغيل الأطفال بالتشجيع على تمدرس الفتيات والفتيان ومحاربة الهدر المدرسي. وقد وضعت الجمعية جميع إمكانياتها البشرية والمالية والتنظيمية للانخراط في هذا البرنامج المنجز منذ 2007 مع شركاء دوليين ( المنضمة الإيطالية غير حكومية Coopi ) وبشراكة مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ومندوبية التعاون الوطني ، وعمالة إقليمالناظور في إطار المبادرة الوطنية للتنية البشرية والهدف من هذه التظاهرة هو حسب قوله : * تحسيس الآباء والأمهات بعملية التمدرس والتعريف بحقوق الطفل ومخاطر تشغيل الأطفال. * تتبع كل الأطفال المهددين بمغادرة المدرسة لأسباب مختلفة وإيجاد الحلول لها. * تحسيس الأطفال أنفسهم بمخاطر تشغيل الأطفال وأهمية الدراسة. * تنظيم أنشطة موازية ( صبحيات، رسوم ، أنشطة ،مسابقات ، رياضة ...). * خلق مكتبات وتوفير الأجهزة الالكترونية ، والمعلوماتية... وبخصوص انتضارات جمعية بسم الله للتنمية والاعمال الاجتماعية بالريف فإنها تطلع إلى انخراط قوي لأكاديمية الجهة الشرقية للتربية والتكوين، بتخصيص الدعم المالي واللوجيستيكي لهذا الفعل التربوي والمجتمعي الهام والهادف إلى محاربة الهدر المدرسي كأخطر الظواهر المجسدة لفشل السياسية التعليمية، والوزارة الوصية لوحدها لا يمكن أن تضع حدا لها بقرارات تكنوقراطية لكنها تتطلب تعبئة شاملة بإنخراط رجال التعليم والنقابات والجمعيات المهتمة بالموضوع. وميدانيا لوحظ إبداع الأطفال الخلاق في ابتكار مجموعة من أشكال الفرح والاحتفالية التي أظهرها التلاميذ المشاركون وكذا الجمعيات التربوية التي أضفت على المسيرة جوا كرنفاليا رائعا خلف ارتياحا واسعا لدى كل مشارك في المسيرة، ومن بينها ساكنة ابن الطيب ، و في الاخير تمنى الحضور أن يساهم كل الغيورين على حق الطفل في التمدرس للقضاء على أخطر ظاهرة تربوية وهي الهدر المدرسي وممارسة تشغيل الأطفال لمحاربة التخلف والجهل من أجل مستقبل أفضل لطفولتنا ولبلدنا وتم إقرارا بأن التربية شأن يهم المغاربة جميعا، كما أكد على ذلك الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس أثناء تنصيبه للمجلس الأعلى للتعليم .