حين حل السيد " فريد شوراق " ابن بركان عاملا على اقليمالحسيمة طرحت مجموعة من الاستفهامات حول مقدم الرجل إلى هذا الاقليم و في هذا الظرف بالذات و الاقليم في أوج غليانه نتيجة الحراك الشعبي الذي استمر لما يزيد عن ثمانية أشهر حراك لم يستطع اخماده حتى جحافل الوزراء الذين حجوا إما فرادى أو جماعات للإقليم و إنما كان يزداد بحلولهم بالريف وسط هذا الجو المكهرب .. يحل القادم من بني يزناسن من منطقة تعتبر من المغرب العميق يعرف المنطقة أعز المعرفة تدرج تعليميا في مؤسسات الشرق ليرحل إلى ليون بفرنسا ومنها يعود حاصلا على دكتوراه في الاقتصاد ليحط الرحال بجامعة محمد الاول بوجدة كأستاذ باحث ثم يطير إلى ردهات المركز الجهوي للاستثمار بالجهة الشرقية وينجح بامتياز في المهمة ومنها إلى الرحامنة عاملا على اقليمها سمعته وجديته واستقامته هي التي جعلته يرشح لأخطر مهمة وهي عاملا على اقليمالحسيمة : المطلوب منه تحقيق شيئين لا ثالث لهما أولا كيفية اخماد الحراك الشعبي المندلع عقب وفاة محسن فكري و البحث عن حلول عاجلة لتنمية الاقليم واختزال العمر الضائع من عمر المنطقة بدون تنمية .؟؟ أمران خطيران ومن الصعوبة بمكان تحقيقهما لكن ليس بالمستحيل على السيد " فريد شوراق " بتتبع خطوات السيد العامل حسب ما رصدته أريفينو من خلال تتبع عمله وجدنا أنه ينصب على العوامل التالية : توظيف المعرفة الشخصية بالعديد من سكان منطقة الحسيمة الذين كانت لهم به معارف سابقة و الاستماع لهم ومن ثم تشخيص العديد من الامراض هذا ما دفع به للنزول إلى الشارع في حراك سلمي اخر معتمدا على مجموعة من الاشخاص لا تتعدى الاربعة ليقوم بجولات استطلاعية للاطلاع على سير المشاريع التي توجد في طور الانجاز وعلى رأسها مشروع اعادة الهيكلة و التهيئة لشارع الحسن الثاني ومشروع تهيئة حي تغانمين بالحسيمة كما قام بالتتبع الميداني لسير الاشغال لمجموعة من المشاريع والتدخل في الوقت المناسب لتقويم وتصحيح الاختلالات المفترضة ومن اجل تسريع وتيرة الانجاز و المراقبة للجودة ابتعد على الطريقة الكلاسيكية التي تعتمد على القنوع داخل المكاتب و اعطاء التعليمات بالهاتف والاجتماعات الكئيبة داخل الاسوار و إنما بحكم مجال اختصاصه فقد جعل الشارع مقرا للعمل واللقاءات المباشرة سرا في الاقتراب من الحقيقة والاستماع للمواطن سرا في فك العديد من الشفرات الشيء الذي جعله لحد الساعة يلقى الاحترام من العديد و يرى فيه البعض الحل القريب لتحقيق مجموعة من المطالب التي ينادي بها ساكنة الحسيمة عموما لذا فالمطلوب حاليا الحرص على التنزيل الأمثل للبرامج التنموية واستحضار الحكامة في التدبير ونهج سياسة القرب في العلاقة مع المواطنين واعتماد التنسيق والمقاربة التشاركية مع كافة الفعاليات المحلية، من أحزاب سياسية وهيئات نقابية ومجتمع مدني، بوصفها آليات مؤسساتية لا محيد عنها للوساطة بين الدولة والمجتمع، وتأطير حاجيات الساكنة وهذا ما امتثل له العامل الجديد في الوقت الراهن ونعتقد جازمين أنه بمزيد من الصبر و الجرأة سينجح في المهمة.