ضحى زين الدين عاشت المنطقة الفاصلة في المعبر الحدودي باب مليلية، (الأربعاء)، حالة استنفار في صفوف مصلحة الجمارك بعد محاولتين لتصفية جمركيين من قبل مهربين، أحدهما طارد جمركيا بسيف أمام العابرين للبوابة، ومنهم المهاجرون العائدون من ديار المهجر، والثاني داس على رئيس زمرة بدراجته النارية، قبل أن يلوذ بالفرار. وقالت مصادر مطلعة إن البوابة عاشت حالة فوضى، نتيجة الحالة الهيستيرية التي استبدت بمهرب، كان يقود سيارة مرقمة في الخارج، واعتاد الدخول باستمرار عبر البوابة نفسها، وإدخال سلع مهربة، غير أنه تمت مصادرة سلعه المقدرة بحوالي 50 ألف درهم، ليستشيط غضبا ويخرج من صندوق سيارته سيفا ويحاول طعن الجمركي، الذي فر للنجاة بنفسه، غير أن المهرب طارده أمام ذهول ودهشة الجميع، دون أن تتدخل العناصر الأمنية لإلقاء القبض عليه، وبعد لحظات من ذلك انتقلت عدوى الغضب الهيستيري إلى مهرب آخر، حمل دراجته النارية بأكياس البلاستيك المهرب، وبعد أن حاول رئيس الزمرة تحرير مخالفة في حقه ومصادرة سلعه، دهسه بدراجته النارية. واستعانت مصالح الجمارك، في تحريرها محاضر ضد المهربين، اللذين لاذ أحدهما بالفرار وتمكن من العبور بدراجته دون أن توقفه الحواجز الأمنية، بتسجيلات الكاميرات المثبتة في البوابة، إذ سجلت كاميرات مراقبة التراب الوطني وكاميرات الجمارك تفاصيل الحادثين. وحسب المصادر ذاتها فإن بعض المهربين لجؤوا إلى التهديد بتصفية جمركيين، إذا ما حاولوا القيام بواجبهم في حجز السلع المهربة، مضيفة أن بعض المهاجرين المقيمين بالخارج، خاصة في إسبانيا حولوا إقامتهم إلى مليلية المحتلة، وذلك ليتسنى لهم الدخول والخروج منها لأزيد من عشرين مرة في اليوم لنقل السلع وتهريبها، إذ لا يخضعون لأي مساءلة باعتبارهم مقيمين في مليلية، وتزايد عددهم في الآونة الأخيرة، تسجل المصادر المذكورة، ليصل إلى 20 مهاجرا يدخلون يوميا عبر البوابة على متن سيارات مرقمة بالخارج "فارغونيت". ووجد هؤلاء المهاجرون، حسب ما أوردته المصادر المذكورة، ضالتهم في التهريب، بعد أن عاشوا فترة بطالة في إسبانيا، ليحولوا الإقامة من مدن إسبانية أخرى إلى مليلية المحتلة، التي فتحت لهم شبكات التهريب فيها باب الرزق الواسع. من جهة أخرى ينتظر أن يترتب عن الحادثين، اللذين كادا أن يصبحا مأساويين، لو لقي الجمركيان مصرعهما على يد المهربين، تحقيقات، تحدد أسبابهما وأسباب عدم تدخل العناصر الأمنية الموجودة بمداخل البوابة، خاصة أن أحد المهربين تمكن من الفرار عبر دراجته النارية، دون أن يوقفه أي عنصر أمني، ما يثير عدة تساؤلات حول السبب، وما إن كانت مافيا التهريب ترهب موظفي الدولة، وتحد من قيامهم بالواجب.