في إطار تتبع الدخول المدرسي زرت مع فريق جهوي بعض المؤسسات التعليمية بنيابة الناظور يوم الجمعة 11 شتنبر 2009 .أثار انتباهي تواجد طاقات بشرية مبدعة فياضة متأدبة خلوقة مبتسمة متفائلة ، جلهم لا يعرضون الصعوبات وما أكثرها بقدر ما يبحثون عن الحلول بالإمكانيات المحلية رغم محدوديتها أو بحثا عن الدعم الموازي وما أكثره بهذه النيابة ،والتي أعلم جيدا أن المجتمع المدني يساهم بشكل كبير في دعم المدرسة بفعالية ودون تردد والمساهمة البناءة والعمل بصمت ودون ضجيج ودون حجيج. زرنا مدرسة الوحدة بقرية أركمان فجأة لنتشرف بدخول مدرسي ذكرني بأيام زمان عندما كانت بداية السنة الدراسية عيدا فعليا يفرح به التلاميذ لابسين أحسن الثياب ومهرولين لملاقاة الأصدقاء والأحباب ،مرح وسرور وجري ومرور. مدرسة منتعشة بمدير لبق بشوش مجد مكد، كله حيوية ونشاط ،دخلنا الى قاعة خاصة ففوجئنا بتواجد عناصر من جمعية آباء وأولياء التلاميذ مع بعض الأساتذة يصففون ويرتبون الأدوات المدرسية التي اقتنتها إدارة المؤسسة في إطار برنامج “مليون محفظة” . صراحة أعجبت بذلك الجو الأخوي والعمل الجماعي الذي ألحظته بعيدا عن الحسابات الضيقة التي نلحظها في بعض مؤسساتنا التعليمية .وعندما تفحصت مع رئيس المؤسسة كيفية اقتناء تلك الأدوات وجدت المبلغ يفوق السبعة ملايين ، يعني أنه يفوق المبلغ المخصص للمؤسسة،فأجابني السيد رئيس المؤسسة ببرودة، نحن قادرون على تدبير الفارق إن حصل.فعلا نتمنى مثل هؤلاء المدبرين الذين لا يقتصرون على ما يمنح لهم من وزارة التربية الوطنية وإنما يبحثون عن البدائل خارج المؤسسة وأقول البدائل في كل شيء تربوية ومادية ومالية مقابل الانفتاح والمصداقية والتشارك النزيه. وزار الفريق ثانوية بن عبد الكريم الخطابي بالناظور والتي تزامنت مع إصلاحات تشهدها المؤسسة والتي تأخرت لتأخر تفويض الميزانية من الأكاديمية – موضوع سأعود له ان شاء الله لاحقا- التقيت بطاقم نشيط من رئيس للمؤسسة ومقتصد أشرف على التقاعد هذه السنة ومع ذلك لا زال متطوعا يسير داخليتين وعدة اطر إدارية منهم أستاذ يشرف على مكتب للاتصال يلعب دورا محوريا في ربط العلاقات مع التلاميذ والأساتذة والمجتمع المدني ،تجربة نتمنى أن تعمم لتصبح مؤسساتنا ورشا للترابط والتآزر والتعاون . وممن صادفنا في زيارتنا للمؤسسة الكاتب العام لجمعية الآباء عضو نوه به كل طاقم المؤسسة لما يقدمه لها من خدمات من ذلك تشجير حول المؤسسة الى روض جميل .ومن منجزات المؤسسة تحصلها على مبلغ 20 مليون سنتيم لإصلاح الملاعب الرياضية بمواصفات دولية في إطار برنامج التنمية البشرية . عمليات تدل على روح المبادرة والمغامرة التي تعود على المؤسسة بالنفع . كما زار الفريق إعدادية طارق بن زياد ،مؤسسة هي أيضا تخضع للإصلاح من جراء ما تعرضت له من جراء الفيضانات السابقة ،استقبلنا مدير أنيق حيوي نشيط انتقل الى المؤسسة ليجدها في ظروف غير مقبولة وبفضل الجهود التي بذلها حولها الى منظر جميل من بستنة مشجرة والمساهمة في بناء مرافق صحية من النوع الرفيع بفضل أحد أعضاء الجمعية السابقين جازاه الله خيرا ومن بناء قسمين بفضل المساهمات الخارجية . إنني لم أكتب عن هذه المؤسسات للإشهار لها فلا أحد طلب مني ذلك،وإنما كتبت عنها لأنني أعجب بالمبادرات التي تخرج عن الإطار الرسمي والتي يعمل أصحابها بعيدا عن الإشهار والأنوار، وإنما حبا في فلذات أكبادنا وأكبادهم وحبا في مصلحة المؤسسة التي يعملون بها وحبا في المبادرة ،تجارب كثيرة متواجدة يحتاج أصحابها فقط الى التفاتة ولو بكلمة طيبة .والله الموفق لمن يعمل خدمة لمصلحة البلاد. والسلام.