“بين نادي ونادي للأنترنت يوجد نادي “عبارة جاءت على لسان ولي أمر تلميذة بقرية أركمان وهو يتحصر عن تحول نوادي الأنترنت إلى محمية يختفي وراء ستائرها التلميذات والتلاميذ الذي ينهمكون صباح مساء على رقن أزرار لوحاتهم بداخل هذه المحلات التي تدعى نوادي أنترنت، يتجمع فيها الشبان والشابات فتنسج بينهما علاقات مشبوهة قد تغير مسار حياتهم، ويساعدهم على ذلك بعض أصحاب هذه القاعات الذين يعمدون إلى تثبيت ستائر محاطة بالحواسيب على شكل معازل تحجب المشتغلين فيه عن عيون المارة أمامهم، ويستغل العديد من المراهقين هذه الوضعية في الخلوة بالفتيات داخل هذه المعازل.. غير أن أخطر هذه الأندية توجد بالناظورالمدينة والتي توجد على مقربة من بعض المؤسسات التعليمية، إذ يوجد على بعد أمتار فقط من أكبر مؤسسة تعليمية بالمدينة ناديان متقاربان في صف واحد من الشارع، أحدهما يعمد صاحبه إلى إغلاق الأبواب الزجاجية القاتمة للقاعة، والآخر يكتفي بحجب زواره بالستائر، ويقصدهما العديد من التلميذات والتلاميذ حيث يقضون فيهما أوقات فراغهم، ومنهم من أصبح مدمنا على ارتياد هاتين القاعتين، بل ومن التلاميذ من يتغيب إحدى الساعات الدراسية وفي زيارة لإحدى هذه القاعات بحي على مقربة من ثناوية الناظور الجديد رصدت أريفينو إحدى النوادي وهو عبارة عن قاعة ضيقة مظلمة بها حواسيب من النوع الرديء، يرتادها تلميذات وتلاميذ المؤسسة من مختلف الأعمار، وما هي إلا لحظة حتى تكتظ القاعة عن آخرها بثنائيات البنين والبنات، ولا تظهر منهم إلا الأرجل بأسفل الستائر، وتسمع قهقهات بعضهم من خارج القاعة، فيما البعض الآخر منهم مختبئ وراء الستار لا تسمع لديهم إلا همسا، أما رب النادي فيسهم هو الآخر في إغناء فضاء قاعته بألوان من الموسيقى الصاخبة حينا والصامتة حينا آخر.. وفي السياق ذاته لم يستسغ بعض الآباء التلاميذ الذين التقتهم أريفينو وضعية نوادي الأنترنت بالمدينة، وقال أحد الآباء، أن إحدى الفتيات بالمدينة أقدمت حسب ما بلغه على إبراز مفاتن جسدها لخليلها في إحدى النوادي عبر كاميرا الحاسوب، فيما البعض الآخر ما زال متحفظا على استفادة أبنائه من خدمات الشبكة العنكبوتية، مستحضرا وقائع عدة، كان أبرزها ما ينشره الشبان في مواقع مختلفة من صور للبنات في وضعيات مشينة وتعليقات مقززة وإشهار للدعارة والشذوذ.. ولكي لا نعمم فإن ثمة قاعات قليلة بالإقليم فضاأتها مفتوحة وفسيحة، توزعت حواسيبها على الجنبات ، يواظب أصحابها على نظافتها كل صباح قبل توافد الزبناء إليها، يقصدها مرتادوها من أماكن عدة من المدينة، كما تقصدها كذلك بعض العائلات للتواصل مع أهاليها في المهجر ،أما القائمون عليها فيسعون جاهدين لتوفير أسباب الراحة لزبنائهم، كما يسهرون على مساعدة من استشكل عليه أمر في مجال الإعلاميات، قد تمتلئ القاعة عن آخرها لكن يبقى الهدوء سيد موقفها، ولا تسمع إزاءك إلا دقات أزرار اللوحة، وقد نوه العديد من مرتادي هذا النوع من القاعات بنبل خدماتها التي تقدمها للتلاميذ والتلميذات والباحثين بصفة عامة.