خصصت الدولة بشراكة عدد من مكوناتها مع المجلس البلدي للناظور قبل سنتين و بحضور الملك 54 مليار سنتيم للتأهيل الحضري للمدينة... و من هذه الميزانية تم فتح الطرقات المهيكلة و إعادة تعبيد و تبليط عدد كبير من الشوارع و إنشاء المساحات الخضراء و ما زال المشروع في منتصفه بإنتظار المشاريع المدرجة زمنيا في 2010 و 2011... و التأهيل الحضري عادة و بهذا المبلغ الكبير هو فرصة لا تتاح إلا مرة واحدة فمن غير المنظور برتامج تأهيل جديد كل عشر سنوات مثلا، و لكن المدينة تستفيد من ميزانيات اخرى مخصصة للتأهيل خاصة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و هي ميزانية يمكن إحتسابها بالملايير أيضا... و الغرض من هذه المشاريع كما تشير عمالة الناظور في منشوراتها هو تتجويد المشهد الحضري و تفادي كل ما من شأنه الإخلال به... غير أنه و على أرض الواقع فإن إعادة تهيئة شوارع الجيش الملكي و 3 مارس و الطريق الرئيسية و يوسف بن تاشفين في انتظار استكمال أشغال شارع الحسن الثاني أصبحت فرصة فقط لمزيد من إحتلال الارصفة الجديدة و لنا أمثلة من شارعي الجيش الملكي و المسيرة حيث يمكنك و بشكل حصري على الصعيد الوطني مشاهدة صالون بكل تفاصيله يحتل الرصيف من ادناه إلى أدناه و في شارع يوسف بن تاشفين و رغم العودة الخجولة لبعض المقاهي إبان الزيارة فإن الامور تعود لما كانت عليه بل و ظهر مقهى جديد يضع كراسيه وسط الرصيف و بلا حياء في شارع يعرف حضورا نسويا هاما؟؟؟ إن الامثلة التي يمكن إعطائها للبرهنة على فشل التأهيل الحضري لحد الآن في تهيئة المشهد الحضري كثيرة و هي للاسف ضربة قاصمة لكل جهود الإصلاح... إن صرف ملايير السنتيمات على تهيئة أرصفة ليحتلها أصحاب دكاكين الأثاث و المقاهي و غيرها لسبة في جبين المشرفين على تأهيل المدينة، فإن كان الامر كذلك فلم تصرف الملايير؟ ألم يكن من الاجدر تخصيصها لمشاريع مدرة للدخل و تطوير النسيج الإقتصادي المحلي بدل دفعها للمساهمة في خلق المزيد من الفوضى... لقد سبق و عقدت عدة إجتماعات و خصصت عدة لجان للرقابة على محتلي الملك العام و لكن لا شيئ ظهر من كل هذه اللجان و إستمر المحتلون في دفع الاوراق الزرقاء ليستمروا في إحتلال الأرصفة ليستمر الناظوريون في معاناتهم (وخاصة النسوة) ليستمر الوضع على ما هو عليه و على المتضررين الشكوى لله...