كما جرت العادة المتبعة لدى مدرسة الامام مالك للتعليم العتيق بالناظور ، أشرف المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يومه الأربعاء 07 محرم 1437ه الموافق ل 21 أكتوبر 2015 م برحاب مسجد اولاد ابراهيم مباشرة بعد قراءة حزب المغرب على درس افتتاح الموسم الدراسي الحالي الذي عرف انطلاقته الأولى ابتداء من فاتح شتنبر المنصرم . وقد حضر هذا الدرس السيد رئيس المجلس العلمي الأستاذ ميمون بريسول الذي يعد المشرف على هذه المدرسة العتيقة الى جانب السيد احمد بلحاج مندوب الشؤون الإسلامية ، وفي كلمة التقديم أثنى الأستاذ بريسول على الأنشطة الجادة التي تشارك بها مدرسة الامام مالك في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية وتوعية الناشئة وتحسيس طلبة وطالبات التعليم العتيق بضرورة مواكبة المستجدات والجد والاجتهاد في نيل أعلى المراتب ، والحصول على الدرجات التي تؤهلهم للمساهمة في تنمية بلادهم وترقية أوضاعها وإصلاح أحوالها . وتحدث ذات المشرف على الأيام الأولى لتأسيس هذه المدرسة التي تواصل أداء رسالتها بفضل الله تعالى ثم بفضل تواصلها مع المحسنات والمحسنين ومحبي القرآن الكريم وعلومه . كما أثنى كثيرا على السادة المشرفين على المدرسة والقيمين على شؤونها من أعضاء الجمعية ومسيريها ، ذكورا وإناثا ، والطاقم الإداري والتربوي الذين يتحملون أكبر مسؤولية في العناية بفلذات أكبادنا الذين يتابعون دراستهم القرآنية والعلمية بالمدرسة . كما قدم إحصاءات لعدد الطلبة والطالبات والفروع التي تشرف عليها المدرسة التي تستقبل سنة بعد سنة ، وموسما بعد موسم المزيد ممن يرغب في الانخراط في برنامجها . وكما تكلم الأستاذ فقد بلغ عدد الطلبة والطالبات إلى حدود هذا الدرس الافتتاحي ما مجموعه : 826 طالبا وطالبة . وهو ما يحتاج الى المزيد من العمل ، والاجتهاد والجد والمثابرة ، وحث المحسنين والمحسنات على مضاعفة جهودهم في الإنفاق في سبيل الله خاصة والموسم موسم الزكاة . وقال فضيلته ؛ إننا ونحن نلقي هذا الدرس الافتتاحي نتيمن كثيرا من الخير لهذا الموسم لأن أمتنا أنجزت مشاريع متعددة ومختلفة منها اجتماعية وثقافية وسياسية وغيرها ، ولذلك فإننا نرجو التوفيق والسداد للجميع ولإبنائنا وبناتنا ولكل شبابنا ، فالموسم هو موسم نفحات ربانية نستنشق عبيرها ونتعطر بأريجها ، فالأمة تحتفل بفاتح محرم الذي يؤرخ لهجرة المصطفى ، والهجرة كانت نصرا وفتحا مبينا ، والنفحة الثانية هي نفحة عاشوراء التي كذلك – كما يقول العلماء – هي أعياد للنصر والتفوق ، ولذلك جرت عادة المغاربة أن يؤرخو فيها لإخراج زكوات أموالهم تبركا بالحدث العظيم ، محرم الحرام لأن الأجر فيه يضاعف ، والثواب يزداد ، وللتغلب على العد والحساب وضبط تاريخ الزكاة . فالزكاة تخرج حسب التاريخ الذي يكمل فيه النصاب ، فالعبرة ليست بشهر معين ولكن بكمال النصاب في تاريخ هجري محدد . وحتى نتفادى هذا الحساب المعقد ، ونقدر على حسن ضبطه اختار أسلافنا فاتح المحرم كتاريخ لإخراج الزكاة ، وأضاف الأستاذ قائلا : تعهدوا ، أيها المحسنون أيتها المحسنات ، أبناءكم وإخوانكم الطلبة والطالبات بزكواتكم ، فإن خير موضع تصرف فيه الزكاة ، وأفضل من يستحقها هم طلبة العلم ، قالت عائشة رضي الله عنها : لو أن لي درهما وانا بالمشرق لبعثته صدقة لطالب علم وهو بالمغرب . وأما عن الدرس الافتتاحي فقد كان بعنوان : " مظاهر الرحمة النبوية في تعدد القراءات القرآنية " وتناوله الأستاذ عبادلي في المحاور التالية : – مقدمة . – التعريف بالقراءات . – القراءات السبع والعشر . – الرحمة النبوية من خلال القراءات المتعددة للقرآن ، ووضح الأستاذ في تحليله كثيرا من المعارف والمعلومات المتعلقة بحكم وأحكام القراءات القرآنية وأثر الرحمة النبوية من خلالها مستدلا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية ونماذج من رحمته . وختم بالإشارة إلى أمثلة من القراءات المتواترة . وكان الختام بالدعاء الصالح .