طالب حزب اليسار الجمهوري الكاتالاني حكومة مدريد ضرورة تلقين اللغة الأمازيغية في مليلية المحتلة بحكم أن نصف سكان هذه المدينة الواقعة شمال المغرب، من أصول أمازيغية ويجب احترام خصوصياتهم الثقافية. وجاء هذا الطلب المصحوب بالنقد اللاذع ضد حكومة مدريد في اللجنة البرلمانية الخاصة بالتعليم خلال اجتماعها الأخير مع وزيرة التعليم مرسيديس كابريرا، وتقدم به النائب البرلماني جوان ترادا مؤكدا أن سكان مليلية من أصل أمازيغي ليس لديهم من يمثلهم في البرلمان الإسباني لكي يدافع عن حقوقهم الثقافية والسياسية. وأبرز النائب أن نسبة مغادرة الطلبة الأمازيغ للمدرسة مرتفع جدا في مليلية بحكم أن التدريس يتم فقط باللغة الإسبانية وليس بالأمازيغية التي تعتبر لغة محلية في المدينة وبالتالي يجب التدريس بها كما هو الشأن في باقي الأقاليم التي تدرس بلغاتها الإقليمية مثل إقليم الباسك وكاتالونيا وغاليسيا وفالنسيا وجزر الباليار. واعتبر أنه من غير المفهوم أنه مع مطلع سنة 2009 ما زال سكان مليلية الأمازيغ محرومين من استعمال لغة أجدادهم الضاربة في القدم. واعتبرت وزيرة التعليم مرسيديس كابريرا أن ‘اللغة الأمازيغية هي لغة شفوية وتقوم على التقاليد أكثر منها لغة قائمة بحد ذاتها'، لكن جواب الوزيرة لم يلق الترحيب، بحكم أن الأمازيغية لديها قواعدها النحوية وتدرس الآن في الكثير من مدارس المغرب. في غضون ذلك، تدخل مبادرة حزب اليسار الجمهوري الكاتالاني في إطار دعم اللغات الإقليمية ومواجهة مركزية اللغة الإسبانية، إذ أن الحركات القومية في الأقاليم الكبرى مثل كاتالونيا وبلد الباسك تعمل على محاصرة الاسبانية. ومن ضمن الأمثلة أن التعليم في هذه الأقاليم يتم بلغة الإقليم في حين يتم التعامل مع الإسبانية وكأنها لغة أجنبية ويتم تخصيص ساعتين لها في الأسبوع مثلها مثل الانكليزية. وفي الوقت ذاته، يعتبر حزب اليسار الكاتالاني الناطق باسم مصالح الأمازيغيين في البرلمان الإسباني طالما أن الأمازيغ ليس لديهم تمثيلية برلمانية للدفاع عن مصالحهم. ويذكر أن الأمازيغ هم من أصل مغربي. ويحكم هذا الحزب في إقليم كاتالونيا وعاصمته برشلونة ضمن ائتلاف مع أحزاب يسارية أخرى، ويدرس هذه اللغة لأبناء المهاجرين من أصل أمازيغي..