نظمت الحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدة اياما ثقافية اشعاعية تنويرية تحت شعار " حرية معتقلينا السياسيين، نبذ العنف والإقصاء .. ،أولويات النضال الديمقراطي ضدا على السياسات المخزنية " وذلك ابتداء من يوم 13 ماي الى غاية 17 من ذات الشهر، حيث تعددت الاشكال النضالية الراقية التي خاضتها من داخل جامعة محمد الاول بوجدة. ذلك بداية بيوم الثلاثاء من داخل كلية العلوم بمعرض كتب ومنشورات ومجموعة من الدردشات حول مواضيع متعددة منها الاسلام السياسي ، تطور الخطاب الامازيغي من الوعي التقليدي الى الوعي العصري . وفي نفس اليوم اقيمت ندوة بالحي الجامعي حول موضوع " القيم الكونية " التي اطرها جمال الدين البوعزاوي والذي تناول في مداخلته مسيرة تطور الحداثة وترسيخ القيم الكونية والإشكالات التي عرفه هذا المسار في ما يخص تكريس كونية الحداثة والقيم الانسانية . وشهد رحاب كلية القانون يومي 14 و 15 ماي اشكال نضالية عبارة عن دردشات و حلقيات نقاش في شعار الأيام كما كانت الجماهير الطلابية في موعد مع ندوة فكرية تحت عنوان : مسار المقاومة الوطنية بين حقيقة التاريخ ومحاولات التزييف " من تأطير كل من الاستاذين حسن لوقيع و عبد الواحد حنو، حيث تعرض حسن لوقيع في مداخلته لإيمازيغن بين صناعة التاريخ وكتابته ، حيث ان ايمازيغن لم يتمكنوا من كتابة تاريخهم الشيء الذي ادى الى ان تاريخ شمال افريقيا كتبه الغزاة مما حال الى طمس هذا التاريخ وتغيب الرموز التاريخية الحقيقية التي صنعت تاريخ ايمازيغن ودافعت عن استقلال وطنها بالدم والحديد، الا ان التاريخ المزيف مجد و يمجد الخونة حسب تعبيره. و استرسل عبد الواحد حنو في مداخلته الى التاريخ المغربي بين الحقيقة والتزييف ، نموذج ظهير 16 ماي 1930 ، حيث تطرق هو ايضا الى مجموعة من الافكار المغلوطة حول هذا الظهير المسمى زورا و بهتانا ( بالظهير البربري ) الذي اصدره المستعمر الفرنسي واستغلته الحركة اللاوطنية لمصالحها الشخصية . اما يوم الخميس فقد تم تنظيم ندوة علمية بكلية الحقوق حول موضوع "القضية الأمازيغية وسؤال الدستور الديمقراطي " من تأطير الاستاذة محمد زاهيد، يوسف الموساوي، و مصطفى البوعزاتي . و تحدت الاستاذ محمد زاهد في مداخلته عن مطلب الحركة الأمازيغية المتمثل في دسترة الامازيغية و ترسيمها في دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا ، اذ ان الاجابة الدستورية الحالية لا تشكل تلبية لهذا المطلب الأمازيغي العادل والمشروع. و ناقش الاستاذ يوسف الموساوي مسألة الازمة الديمقراطية في شمال إفريقيا و المغرب خصوصا ، وقد اشار الى ان تأزم حقوق الإنسان والحريات العامة ادى الى نتيجة تأزم الديمقراطية ، وأضاف ان الخطاب السياسي الأمازيغي يجب ان يعرف دينامية و ذلك عبر تأسيس تنظيمات سياسية أمازيغية ترفع التحديات التي تفرضها المتغيرات الدولية الراهنة. اما الاستاذ مصطفى البوعزاتي تطرق في مداخلته الى اهم المعايير التي تميز مفهوم الدستور الديمقراطي في الشكل والمضمون، وقد خلص الى ان دستور 2011 لا تنطبق عليه مواصفات الدستور الديمقراطي من حيث منهجية اعتماده او من حيث مضمونه وهو ما يشكل افراغا من المخزن لمطلب الحركة الأمازيغية بخصوص دسترة الأمازيغية في دستور ديمقراطي شكلا و مضمونا وقد اشار الى اهمية النضال السياسي الامازيغي من اجل كسب رهان الديمقراطية ليس كخيار سياسي فقط بل كخيار اجتماعي كما تؤمن بذلك الحركة الأمازيغية في خطابها و مبادئه. اما يوم الجمعة فاحتضنت كلية الاداب والعلوم الانسانية معرض للكتب ودردشات ، كما عرفت الفترة المسائية تنظيم ورشة لتعلم ثيفيناغ من تأطير خريجي الحركة الثقافية الأمازيغية كلا من الاستاذين اسماعيل اوفلاح و عبد الخالق اوعكي وعرفت هذه الورشة اقبالا جماهيريا كثيفا. وليلا بالحي الجامعي التفت الجماهير الطلابية في تظاهرة حاشدة احتجاجا و تنديدا بالاعتقال السياسي الذي طال مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية كلا من حميد اوعضوش ومصطفى اوسايا ، المحكوم عليهم بعشرة سنوات سجنا نافذة و غرامة مالية مجحفة، وضدا على كل المخططات المخزنية التي تستهدف الحركة الطلابية ، و التهميش والإقصاء الذي يطال إيمازيغن وتضامنا مع كل الشعوب الساعية نحو التحرر والانعتاق. وأسدل الستار عن الايام الثقافية بأمسية فنية ملتزمة شاركت فيها مجموعة من فرق الغناء الملتزم وقد تخللت هذه الامسية فقرات شعرية و مسرحيات هادفة . والجدير بالذكر حضور لحسن اوسايا والد المعتقل السياسي مصطفى اوسايا للدعم المعنوي، الذي القى كلمة ندد فيها بكل الممارسات التي يتعرض لها المعتقلين من داخل السجن، داعياالى مزيد من النضال من اجل القضية الأمازيغية. تعليق