تحولت الناظور خلال الاسابيع الماضية الى قبلة للاجئين السوريين الراغبين في العبور بأي ثمن الى الفردوس الاوربي عبر مليلية المحتلة. لكن الناظور سرعان ما تحولت من منطقة عبور الى محطة للإقامة المؤقتة بفعل تزايد اعداد اللاجئين لعدة أسباب من اهمها: * نجاح المئات من السوريين في العبور لمليلية خلال الأسابيع الاولى و قرار سلطات اسبانيا نقلهم بسرعة لإسبانيا مما نشر الخبر أكثر في أوساط السوريين الراغبين في القدوم. * استعمال السلطات الامنية لمقاربة هادئة اتجاه اللاجئين فهي لا تعتقلهم و لا ترحلهم. * التعاطف الكبير الذي لقيه اللاجئون من طرف العائلات الناظورية التي ساعدتهم على تدبير مصاريف حياتهم اليومية. و لكن هذا التوافد الطبيعي في بداياته سرعان ما تحول الى قضية مركبة بدخول مافيا تهريب البشر على الخط و شكوى سلطات مليلية من تواطئ عناصر الامن المغربي بمعبر بني انصار مع السوريين الحاملين لجوازات سفر مغربية مزورة مما حول عملية اللجوء هذه ليافطة معلقة فوق ممارسات لا علاقة لها بما هو إنساني أو حقوقي. و هذا ما سنتطرق له بالتفصيل على امتداد الحلقات الخمس لهذا التحليل الاخباري. الحلقة 1 من 5: فضيحة إستغلال السوريات القاصرات في فنادق الدعارة بالناظور من اولى التداعيات الكارثية للفوضى التي يعرفها مقام اللاجئين السوريين بالناظور هو ظهور عمليات استغلال بشعة لبعض النساء و حتى القاصرات السوريات في مجال الدعارة. و نستعمل هنا كلمة استغلال و لا نقول تعاطي لعدة اسباب، أولا لأن الاوضاع الصعبة لبعض العائلات اللاجئة و صعوبة الحصول على مورد رزق بالمدينة يدفع بعض نسائها لممارسة هذه التجارة التي لا تحتاج الى دبلوم و لا إلى وثائق إقامة كما ان الطلب عليها موجود. كما ان بعض سماسرة المافيا المتخصصة في تهريب البشر و الذين يرافقون اللاجئين و يتحكمون في رقابهم يدفعون هذه العائلات للتضحية ببناتها لتوفير قدر من المال يكفيها لدفع ثمن العبور الى الضفة الاخرى تحت طائلة البقاء في الناظور لمدة غير محدودة. أما الطرف الثالث و الاخطر فهو سعي بعض أصحاب فنادق الدعارة المعروفين بالناظور من الذين يعتاشون على عرق البغايا الى استقطاب فتيات سوريات و خاصة من القاصرات لفنادقهم و هذا ما نجحوا فيه فعلا حتى أصبحت مجموعة من الفنادق بالمدينة تحقق أرقام ملأ قياسية بسبب تأجيرها للدعارة و على رأسها فندق يتوسط عددا من المؤسسات التعليمية و ذلك تحت اعين و بصر المصالح الامنية المكلفة بمراقبتها و التي تكتفي بدور المتفرج للأسباب التي تعرفونها طبعا؟؟؟ أما العائلات اللاجئة المتعففة فإنها أصبحت ترضخ لواقع آخر و هو تزويج بناتها الى شباب ناظوريين مقابل صداق لا يتعدى في الاغلب 500 درهم فيما يشبه زواج متعة ينتهي مباشرة بعد تمكن العائلة من العبور الى الضفة الاخرى. إن التفاعلات التي تخلقها هذه الموجة من الهجرة تستوجب قراءة استشرافية دقيقة من السلطات الترابية و الامنية حتى لا تخرج الأوضاع عن سياقها و إذا كان المغرب قد اتخذ قرارا سياسيا بدعم اللاجئين فإن هذا الدعم يجب ان يساعدهم على التعفف عن الدخول في متاهات الاستغلال الجنسي و مرافقة اللاجئين ماديا و معنويا. و محاولة لفهم أعمق لهذه الموجة نتطرق في الحلقة الثانية غدا لقراءة للتركيبة الاثنية لهاته الفئة المهاجرة و سبب سيطرة الاكراد و اللبنانيين عليها؟؟؟ نلتقي غدا. تعليق