تعرضت التلميذة (خ .ت) البالغة من العمر 12 سنة ، يوم الإثنين 22 أكتوبر إلى الضرب المبرح نتج عنه تعرضها لكسر على مستوى رجلها اليمنى بالإضافة إلى الشتم من طرف أستاذ (ت .ك )، وهو ما سبّب لها ضررا جسديا ومعنويا، حسب شهادة الطبيب الذي شخص حالتها ومنح لها شهادة حددت مدة العجز في 21 يوم. وأوضح أب التلميذة (خ .ت ) والتي تتابع دراستها بالسنة الثانية إعدادي بمدرسة إعدادية الجديدة بالحسيمة أن ابنته في حالة نفسية سيئة بعد تعرضها إلى الضرب من طرف أستاذها إضافة إلى الشتم والسب وإسماعها وابلا من الشتائم، هذا الأمر جعلها في حالة نفسية جد سيئة. وكشف أب التلميذة أنه سيلجأ إلى القضاء من أجل رد الاعتبار لابنته التي تعرضت للضرب والسب والشتم بالإضافة إلى الكسر على مستوى رجلها اليمنى وذلك إحقاقن للحق، وإتخاذ الإجراءات التأديبية في حق الأستاذ ،على إعتبار أن المؤسسة هي فضاء للتربية والتعليم وليس فضاء التعذيب والترهيب على حد قول أب التلميذة. و يذكر أن دراسة كانت قد أعدتها وزارة التربية الوطنية سنة 2006 بالتعاون مع اليونيسيف حول العنف ضد التلاميذ بالمرحلة الابتدائية أكدت أن استعمال العنف في الوسط المدرسي ظاهرة شائعة وأن نسبة كبيرة من التلاميذ تعرضوا للعنف بصورة أو بأخرى وبأساليب قاسية. وأنجزت الدراسة على مرحلتين، الأولى تناولت 1411 تلميذ وبعض المقابلات مع مدرِّسين، فيما اعتمدت المرحلة الثانية نظام الاستشارة لدى عينة تمثل مختلف الأوساط المدرسية وشملت 5 آلاف طفل، و1800 مدرس، و800 أب وأم و194 مدير مدرسة ب 194 مدرسة ابتدائية. وأوضحت الدراسة أن 87% من التلاميذ المستجوبين الذين يدرسون في المستوى الابتدائي أقرُّوا بتعرضهم للضرب في المدرسة، إما بواسطة خراطيم أو مساطر أو عصي، وأن نسبة 44% منهم تعرضوا للضرب بالأيدي أو بالأرجل. وأبرزت الدراسة أن 13% خضعوا لعقوبات كتابية. كما كشفت الدراسة أن الفتيات يتعرضن بنسبة أقل للضرب مقارنة مع الذكور. وقال بعض المستجوبين إن الظروف التي لا يلجأ فيها المعلمون إلى استعمال العنف، لها علاقة وثيقة بالوضعية الأسرية للتلميذ إن كان غنيا أو فقيرا. كما أكدت الدراسة أن التلاميذ الذين يتلقون الدروس الخصوصية لدى المدرِّسين يستفيدون كذلك من المعاملة التفضيلية.. وبخصوص الانعكاسات المباشرة للعنف على التلاميذ، فإن نتائج الدراسة أبرزت أن العنف يُولِّد مشاعر الظلم والخوف والكراهية والاحتقار لدى الضحايا. ويؤكد التلاميذ المستجوبون، أن هذا العنف يولد لديهم مشاعر النقص والعدوانية، والرغبة في الانتقام. وعلى المدى المتوسط والبعيد، فإن العنف قد يؤدي بالتلاميذ إلى كره المدرسة، وكره بعض المواد، وغياب أي محفز للدراسة مما يساهم في استفحال ظاهرة الهدر المدرسي.