الشرطة أعادت تمثيل الجريمة ببرشيد بعد أن إعتقل المتهمين بالناظور التمس الوكيل العام للملك باستئنافية سطات صباح أمس (الثلاثاء) من قاضي التحقيق إجراء تحقيق مع المتهمين في قضية قتل رجل من طرف ابنته وخليلها بمدخل مدينة برشيد قبل سنة ونصف، وتابعهم بتهم “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة الموصوفة والفساد والسكر العلني”، بالإضافة إلى تهم أخرى. أعادت عناصر الضابطة القضائية بالمفوضية الجهوية لأمن برشيد رفقة زملائهم العاملين بالفرقة الجنائية الولائية، وبحضور محمد بنحمو، نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، بعد ظهر يوم أول أمس (الاثنين) أكادت تمثيل جريمة قتل شهدها دوار سكويلين بنواحي برشيد قبل سنة ونصف، وراح ضحيتها رجل من مواليد الخمسينات، ولم يكن الجانيان سوى ابنته رفقة خليلها رغبة منهما في الحصول على المال، رغم أن مسألة إعادة تمثيل الجريمة يعتبرها عدد مهم من المهتمين بالشأن القضائي خرقا سافرا لمجريات سرية البحث التمهيدي، ومن شأن إبطال محاضر الضابطة القضائية وما ترتب عنها. كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية وواحد وأربعين دقيقة زوالا عندما استقامت عناصر الشرطة شابا مكبل اليدين، تبدو عليه علامات الفقر، ورفقته شابة ترتدي جلباها يميل لونه إلى الوردي، كانا شاردين، ونظرات الشابة تدل على أنها نادمة ربما على قتل والدها طمعا في الحصول على المال، وعرقلت التساقطات المطرية شيئا ما عملية إعادة تمثيل الجريمة. غادرت الفتاة منزل والديها وسنها لم يتجاوز بعد 15 سنة، وقررت ولوج عالم الشغل، لكنها لم تفلح في الحصول على عمل، وقررت المغامرة بربط علاقات جنسية غير شرعية، فحملت سفاحا وانتقلت إلى مدينة مراكش لمواصلة إنغماسها في عالم الفساد، والتقت بخليلها بحكم تجارته في المخدرات، وربطت معه علاقة جنسية تطورت إلى زواج “عرفي”، و حاول خليلها تطليق تجارة المخدرات التي كانت سببا في قضائه عقوبات حبسية مختلفة، وقررا الانتقال إلى مدينة برشيد حيث يعمل والد المتهمة راعيا لدى فلاح يتحدر من قبيلة أولاد حريز. قضى المتهمان فترة زمنية بنواحي برشيد واستمرا في العيش مثل الأزواج، وقضيا ليالي حمراء بعدما جلب الخليل معه عائدات بيع المخدرات بمراكش، وبعد أيام قليلة لم يجدا ما يصرفانه وأضحيا يعيشان أزمة مالية، وقررا الانتقال إلى منطقة سيدي بنور بنواحي الجديدة، واصطحبت المتهمة معها آبنتها التي أنجبتها سفاحا، واشتغلا بالمنطقة لشهور عديدة، وهناك بلغهما أن والدها حصل على 30 مليون سنتيم نصيبا له من عملية بيع عقار كان يملكه رفقة إخوانه بمنطقة حد السوالم، لكن الحقيقة أنه لم يحصل سوى على 20 ألف درهم صرف جلها. طلبت الابنة من والدها مدها بقسط من أجل إخضاع ابنتها إلى عملية جراحية، لكن الأب أخبرها أنه لا يتوفر حتى على ما يسد به رمقه، وعيشه مرتكز بالأساس على أجره من رعي الغنم، لكن الفتاة وخليلها لم يقتنعا بمبرراته، ونظر أحدهما إلى الآخر، ولم ينطقا بشيء أمامه، وخرجا من المنزل، وقبل مغادرة الباب تبادلا أطراف الحديث، وفكرا جيدا، وقررا الانتقام، لكن الطريقة التي تمكنهم من الحصول على 30 مليون سنتيم لم يخططا لها بعد، وغادرا دوار سكيويلين في اتجاه الحي الحسني ببرشيد مشيا على الأقدام رغبة في اقتناء قنينات خمر تنسيهما هموم الدنيا ورغبتهما في الحصول على المال. قصد الشاب وخليلته سيدة تقطن بالحي الحسني اشتهرت ببيع الخمور، واقتنيا أربع قثينات من النبيذ الأحمر، ولم يغادرا الحي الحسني إلا بعدما عثرا على مروج للأقراص المهلوسة، وقصدا مكان وجود والد الخليلة. ذهب المتهمان إلى الدوار مشيا على الأقدام، وتبادلا الحديث، وفكرا في وسائل للحصول على المال، ليهتديا إلى التفكير في سرقة الماشية التي يرعاها الوالد. وصلا إلى جانب المنزل، وجلسا بالقرب من شجرة يحتسيان الخمر، وتناول الخليل الأقراص المهلوسة، وانتظرا حلول الظلام ونوم الأب، ليقرر المتهمان تنفيذ مخططهما، وتكلفت الشابة بتسلق باب الحظيرة لفتح الباب الرئيسي وإخراج الماشية، لكن الأب شعر بما يجري، واستيقظ من نومه وأخذ ألة حادة وتوجه إلى الحظيرة ليجد ابنته، امسكها من شعرها وضربها، لكن غيرة خليلها دفعته إلى توجيه ضربات كثيرة إلى الأب ويسقطه أرضا، وقاوم الأب، لكن خليل ابنته لم يترك له وقتا كثيرا، وقرر ضربه بالآلة الحادة على رأسه أسقطته أرضا مضرجا في دمائه، وظل يئن فوضع المتهمان قماشا في فمه، وأغلقوا الباب وتوجهوا إلى الحظيرة، وسرقا الأغنام، وذهب الخليل ليبحث عن شاحنة، لنقل الماشية إلى سوق سبت تيط مليل، حيث باع “غنيمته”، ليقرر رفقة خليلته العودة إلى سيدي بنور لأخذ البنت المولودة سفاحا، وتوجها نحو مدينة الناظور، واشتغلا في ميادين كثيرة، لكن قررا في الأخير الاشتغال لدى فلاح في رعي ألماشية و الأبقار ببني أنصار مقابل 3500 درهم شهريا، مرت أيام قليلة على بداية عملهما، وطلب منهما الفلاح مده بنسخة من بطاقة التعريف الوطنية، للتوجه إلى أقرب مركز للشرطة رغبة منه في معرفة سوابق “الزوجين” اللذ ين يشتغلان عنده، وكانت المفاجأة كبرى حينها أخبره العميد أن الرجل مبحوث عنه، فاصطحب عناصر الشرطة إلى منزله وأخذوا “الزوج المفترض” وأقر لعناصر الشرطة بالناظور أنه مبحوث عنه رفقة خليلته من لدن أمن برشيد في قضية جريمة قتل والد خليلته، لتقرر عناصر الشرطة بالناظور إلقاء القبض عليها، حل لغز جريمة قتل وقعت ببرشيد قبل سنة ونصف، أنجزت فيها عناصر الضابطة القضائية بالمفوضية الجهوية ببرشيد بحثا، قادها إلى وجود شكوك كثيرة حول ابنة الضحية وخليلها، خصوصا مع ما توصلت إليه نتائج تحاليل الحمض النووي، وبحثت عنهما في أماكن كثيرة لكن لم تعثر عليهما، لتقرر بعث تقرير مفصل إلى الوكيل العام للملك باستئنافية سطات، وتخبره بمجريات البحث وما توصلت إليه تحرياتها، فأعطى أمره بإصدار مذكرة على الصعيد الوطني في حق ابنة الضحية وخليلها، وبعد مرور سنة ونصف على وقوع الجريمة تمكنت عناصر الشرطة بالناظور من إلقاء القبض عليهما، وتسليمهما إلى نظيرتها ببرشيد، التي حققت معهما، وقادتها تحرياتها إلى إلقاء القبض على سائق الشاحنة التي استعملاها في نقل الماشية المسروقة بالإضافة إلى السيدة التي باعت لهما الخمور، ووصل عدد الأشخاص الذين شملتهم تحريات الشرطة القضائية بأمن برشيد بتعاون من عناصر الفرقة الجنائية الولائية إلى أربعة أشخاص. وكانت عملية إعادة تمثيل الجريمة أخر فصول التحريات، وأعادت المتهمة تفاصيل قتل والدها، وكانت نظراتها وحالتها النفسية تحيل على أنها نادمة على ما فعلته في حين أعاد خليلها ما قام به بعفوية و ببرودة دم، قبل أن تعود بهما سيارة الشرطة إلى مقر المفوضية الجهوية للأمن الوطني، ويحال الجميع صباح أمس (الثلاثاء) على الوكيل العام للملك باستئنافية سطات. سليمان الزياني (سطات) / الصباح