أتذكر جيدا قبل سنوات عندما كانت جماعة بودينار يتحكم فيه بعض الأميين على المستوي التسيير وكذا المستوي المعرفي،عندما كانت عبارة عن ملحقة لأولئك السماسرة في الانتخابات ،في تلك السنوات كانت الجماعة مثلها مثل السوق الأسبوعي لتمسمان، لأن كل شيء يباع علنيتا ،من يملك المال يستطيع أن يشتري كل ما تشتهيه نفسه هكذا كانت جماعة بودينار في تك المرحلة أي من يملك المال يستطيع أن يشتري أي وثيقة أراد. وتفاءلنا خيرا في انتخابات 2004 بإفراز رئيس جديد على المستوي الساحة السياسية ببودينار،رئيس كنا نضن أنه يسعى إلي إصلاح صورة المنطقة أكثر من هيئته الشخصية ،رئيس مثقف كنا نأمل أنه سيجعل من جماعة بودينار مفخرة لمن أعطي صوته الانتخابي له ،رئيس بأفكاره التقدمية والحداثة كما قال لنا البعض لأننا لم نلمس شيء من هذا القبيل أن يحارب العبودية التي يعيشها ساكنة تمسمان عامتا والمنتمين إلي جماعة بودينار خاصتا ،تلك العبودية التي نلمسها في تعامل الموظفين بتلك الجماعة و كذا المؤسسات المخزنية الأخرى كالقيادة مثلا ،رئيس كنا ننتظر منه أن يساهم في توعية الساكنة بمورثها الثقافي وكذا بحقوقها التي ينص عليها الدستور و المواثيق الدولية وليس أن يلعب دورا عكس ذلك ،رئيس كنا ننتظر منه أن يدافع فعلا عن برنامجه الانتخابي الذي تقدم به (لا منتمي ) بعيدا عن الأحزاب المغربية وهذا ما جعلنا فعلا نأمل الخير فيه،وننتظر منه الكثير. تفاءلنا لم يمت رغم مرور 5 سنوات الأولي لانتخابه كرئيس لجماعة بودينار وانتهاء الولاية الأولي ،وجددنا الثقة فيه رغم أنه لم يقدم شيء للجماعة سوي تغير بابها الرئيسي و كذا مكتبه،الذي قام بتزيده بمكيف وبكرسي ذات جودة عالية وثلاجة،لم يغير شيء إلا طريقة التي بدأ يعتمدها لتنظيم الناس لقضاء حاجتهم الإدارية (ازدياد و وثائق إدارية )، حيث وضع تقنية الأرقام ،من أجل محاربة الرشوة كما قيل لنا ولكن نري عكس ذلك أن من يعطي الرشوة يجلس في المقهى ولا يأتي ليقوم بالصف مع أمثالنا،كما أن هذا العمل الذي قام به هو فقط من أجل إلهاء الساكنة التي كانت تعاني عندما تريد الحصول على شهادة الازدياد بفعل لا مبالاة المسئولين وكذا الخوف الذي يسكن قلوبهم كلما ذكر اسم المخزن .على الأسباب التي جعلتهم ينتخبوا عليه وهذا العمل بالطبع المستفيد الأكبر منه هو سيدنا الرئيس الذي بدأت شعبيته عند بعض المغلوب على أمرهم تكبر وتقدس. نعم تفاؤلنا لم يمت رغم عدم تحقيق شيء خلال الولاية الأولي لأنه أوهمونا مرتا أخري بأن الجماعة كانت مخنوقة بالديون التي تركها المكتب المنتهي صلاحيته،وأن الولاية الأولي لم تستطيع تحقيق شيء إلا تسديد تلك الديون،وقالوا لنا أنهم سيفعلون ما لم يفعله أحد في الولاية الثانية إذ نحن منحنا لهم أصواتنا مرتا أخري،وبما أننا أهل تمسمان لم نعهد الكذب و نثق حتى في الكذاب الذي دائما ما يكذب علينا ،لأننا عاطفيون أكثر من اللازم وهذا ما عرف علينا نحن معشر الأمازيغ عبر الزمن كما يقول معظم المؤرخون أننا "عاطفيون أكثر من اللازم ". وصلت انتخابات 2009 قمنا بانتخابهم مرتا أخري و بتفوق كبير على التيار الأخرى الذي دخل إلي الانتخابات كعادته من أجل زيادة رصيدهم البنكي و كذا الاستفادة من الرخص و الامتيازات بدون مكياج و لا لف ودوران الشيء الذي يمكن اعتباره نقطة جيدة فيهم،عكس أصحابنا ذو المشروع الانتخابي الهادف إلى رفع التهميش على ألمنطقة والدفاع عليها من أجل تمكين أبنائها من العيش الكريم،صراحتا كنا نحس في شعاراتهم حماس لم نعهده في غيرهم،وفي كلماتهم صدق لأننا بكل صراحة لم نعهد غيرهم يتقن فن الخطابة في جماعتنا من قبل لأن كما قلت في بداية المقال أن الأميين من كانوا يتحكمون في جماعتنا.ولكن نسينا أن السياسيون متشابهون لا يتقنون إلا فن الكلام. نعم برنامجهم الانتخابي سحرنا بتلك النقط التي وضعوها للدفاع عنها،وما جعلنا أكثر نثق فيهم ثقة عمياء هو معرفتنا أنهم مثقفون وليسوا من أولئك الذين يشترون حتى تلك الجمل التي يضعونها في برنامجهم الانتخابية،كنا نثق أنهم ليس كالذين لا يعرفون حتى قراءة ما كتبوه في برنامجهم الانتخابي. ها الآن تمر 5 سنوات أخري ولكن سيدنا الرئيس لم يفعل شيء للمنطقة إلا تمكين نفسه على الجماعة وجعلها مقرا يقضي معظم وقته هناك يراقب مشاريعه سواء التي في ملكه الخاص أو نحن الساكنة التي تعتبر المشروع الأكبر الذي يعطي له الصلاحية في التواجد داخل ذلك المكتب المجهز بكل شيء يقضي معظم الوقت فيه لكي يزيدنا وهما أنه يقوم بالواجب و أنه دائم التواجد في الجماعة،مما سيؤدي بطبعة الحال إلي زيادة شعبيته إلي أولئك البسطاء الذين لا يفرقون بين حقوقهم وواجباتهم ،الذين لا يفرقون بين البرنامج الانتخابي والشخص ،الذين يخافون حتى من كلمة رئيس. نعم إن تواجده الدائم هو بسبب معرفته الجيدة أن الساكنة لم تفرح يوما بمشاهدة رئيس الجماعة متواجد داخلها، ويعرف أن هذا سيزيد من شعبيته بسبب جهل الساكنة لماذا انتخبت عليه. مرت 5 سنوات ولا ندري أين ذهبت وفيما استعملت ميزانية ألجماعة لا تقلوا لنا أنتم كذلك أن هناك عفاريت وتماسيح، لا تقلوا أن هناك من يقف ضد ألإصلاح بل أجيبونا في ما استعملتم ميزانية الجماعة؟وماذا حققتم من برنامجكم الانتخابي؟وما هي نسبة التهميش التي حاربتموها خلال ولايتين؟ لا يمكن الحديث على كل النقط التي ذكرها في البرنامج الانتخابي و أن أثبت كذبها وأن الغرض منها هو الاسترزاق فقط ولكن سأذكر نقطة في الآونة الأخيرة حدثت بجماعة بودينار و هي منع الاسم الأمازيغي سيفاو من التسجيل بداعي أن الاسم غير معترف به في الأسماء المسموح بها،ربما سيدنا الرئيس لم تصل له مذكرة وزير الداخلية أو أنه لا يعلم أن إسم سيفاو قد تم تسجيله في سنة 2009 بعد أن حسمت المحكمة الإدارية بالرباط فيه ،واعتبرته إسم أمازيغي مغربي كباقي ألأسماء ولكن ما يعرفه سيدنا الرئيس هو ذلك البرنامج الانتخابي الذي وضعه من أجل الدفاع عنه و العمل على تحقيقه ومن بين النقاط التي وضعها سيدنا الرئيس هي الأمازيغية لغة و ثقافة و هوية،ربما نسي سيدنا الرئيس برنامجه الانتخابي كما نسي أن من صوت عليه صوت من أجل استخدام ميزانية الجماعة في رفع التهميش على المنطقة و ليس من أجل الجلوس على الكرسي في مكتبه بالجماعة. في الأخير أوجه كلمتي لأبناء قبيلتي تمسمان عامتا و أبناء جماعتي خاصتا للوقوف فى وجه هؤلاء الانتهازيين و الإسترزاقيون، لنكن يد واحد للنهوض بمنطقتنا ولا ننتظر من هؤلاء شيء ،وأن لا نعطي أصواتنا لهم حتى لو غنوا لنا تلك الأغنية التي تقول "إن لم نطلع نحن سيطلع غيرنا"،لأننا لا يهمنا من سيكون هناك بقدر ما يهمنا أن لا نزكي و لا نكون سبب في تمكين أحد من ذو المصلحة الشخصية للوصول لذلك المكان،لنمنع أنفسنا من التصويت كما فعلنا في الانتخابات البرلمانية التي شرفت قبيلة تمسمان.