تستمر القناة الأولى في نقل أفلام السينما إلى التلفزيون، رغم الآراء التي تفيد بأن جرأة الحوارات ومعالجة المواضيع لا تناسب العرض بالشاشة الصغيرة، ولا تحتمل اقتحام بيوت المغاربة، الذين يرفضون عادة ما يمكن قبوله في القاعات السينمائية. واختارت القناة الأولى هذه المرة اعتماد أفلام السينما بشاشتها خلال شهر رمضان المقبل، وفق ما كشفت عنه في بلاغ يتعلق بالبرامج والأعمال المنتظر بثها خلال هذا الموسم. وفي هذا الإطار، قال الناقد التلفزيوني مصطفى طالب، إن "شريحة واسعة من المشاهدين تفاجؤوا بالأفلام السينمائية التي عرضتها القناة الأولى (على غير عادتها)، وهي أفلام سينمائية عرفت بجرأتها ومشاهد تمس بالحياء العام، وأخرى لا علاقة لها بثقافة المغاربة". وأضاف طالب أن "التلفزيون له خصوصيته، لكونه يدخل بيوت كل الأسر المغربية التي تحب مشاهدة برامج وأفلام للعائلة كلها"، مشيرا إلى أن المشاهين استنكروا هذا التوجه (ولا أنطلق من فراغ) في القناة الأولى التي كانت دائما تراعي خصوصيات المجتمع المغربي القيمية والدينية والثقافية، فمن سمح بذلك ومن أشر على ذلك؟ سيما وأن قانون الاتصال السمعي البصري ينص في المادة 9: "يجب ألا يكون من شأن البرامج وإعادة بث البرامج أو أجزاء من البرامج: الإخلال بثوابت المملكة المغربية...والمس بالأخلاق العامة." وتابع في السياق ذاته أن "النص واضح ويفرض احترام الأخلاق العامة سواء تعلق الأمر بمشاهد جريئة أو حوار غير لائق أو إيحاءت جنسية، بل هناك بعض الأفلام التي تهكمت على الدين الذي هو من ثوابت البلاد الى جانب الوحدة الترابية وإمارة المؤمنين". ويرى الناقد التلفزيوني أنه يجب على القناة الأولى أن تتراجع عن هذا التوجه الذي لا يخدم السينما المغربية بتاتا بل يكرس مقولة شعبية "أن السينما فيها قلة لحيا" وهناك من يذهب بعيدا فيتهم الفن والفنانين والسينمائيين بأشياء غير لائقة. وأبرز أنه في الوقت الحالي "لا يراد زوبعة اجتماعية ولا أراء وفتاوى متطرفة كما في السابق"، مؤكدا أنه "على يقين أن على رأس القناة الأولى حكماء يعرفون جيدا المجتمع المغربي ويراعون خصوصيات الأسر المغربية". وأشار إلى أن تحديث المجتمع لا يكون بضرب قيمه وثقافته ومعتقداته وإنما بفسح المجال للإبداع الذي يعالج المشاكل الحقيقية للإنسان المغربي والمجتمع المغربي ولقضاياه المصيرية المتعلقة بالديموقراطية والمساواة في الحقوق، والعدالة الاجتماعية والتصدي لمن يستهدفون الوحدة الترابية، ومشاكل الأسرة والتشجيع على السلوك الحضاري ورفع مستوى الذوق الفني الذي زج به في التفاهة والإسفاف واللعب على الجرأة المجانية. وأفصحت القناة الأولى عن الأفلام المبرمجة في شهر رمضان في بلاغ لها جاء فيه: "كما تعود "دورة الكوميديا" بإنتاجات سينمائية مغربية وتلفزيونية كوميدية مثل "30 مليون" و"جرب تشوف" و"باطيمة 42′′. يذكر أن قناة الأولى سبق لها عرض فيلم "الإخوان"، لتنقسم الآراء بشأن عرضه في التلفزيون، حيث عدّت فئة أنه لا يناسب البث العمومي، بسبب تضمنه حوارات وصفها رواد بمواقع التواصل الاجتماعي ب"الجريئة"، التي لا يمكن متابعتها من قبل العائلات، بينما ذهبت فئة إلى أن التلفزيون يجب أن يتحرر من القيود التي تحُد من نقل ما يجري في المجتمع بصورة واقعية. وكان الناقد عبد الكريم واكريم، علق في تصريح سابق للجريدة بأن "ما يقال في فيلم الإخوان لا يُعد جرأة، إنما هي وقاحة أكثر منها جرأة"، مشيرا إلى أنه لا يرقى للعرض في السينما ولا بالتلفزيون.