“فلسطينية العينين والوشم فلسطينية الاسم فلسطينية الأحلام والهم فلسطينية المنديل والقدمين والجسم فلسطينية الكلمات والصمت فلسطينية الصوت فلسطينية الميلاد والموت” المرحوم الشاعر الفلسطيني محمود درويش من قصيدتة “عاشق من فلسطين” ستبقى أشعار شعراء فلسطين يرددها جيل بعد جيل في الوطن العربي أصلا، وباقي الشعوب الأجنبية الواعية المثقفة ترجمة، من محمود درويش، إبراهيم طوقان، فدوى طوقان، سميح القاسم، توفيق زياد، راشد حسين حنا أبوحنا، جمال قعوار، فهد أبو خضرة وغيرهم طرا. أرض فلسطين مهد الديانات والحضارات، أرض الزيتون رمز السلام والمحبة، والاخضرار والحياة والإنتاج، وشجرة الزيتون مذكورة في القرآن، لما لها من دور في إنتاج الحب والزيت، وهي شجرة عالمية بدون حدود وجهة، وقد ضرب الله بها المثل من حيث أهميتها وقيمتها. سيطر عليها اليهود أي على فلسطين منذ 1948م بسبب وعد بيلفور المشِؤوم، ثم استولوا على الضفة الغربيةوغزة 1967م، وما زالوا في حروبهم إلى اليوم، منذ بن جوريون الذي أتى إلى فلسطين من بولندا سنة 1906م… إلى شارون الغائب جسما وعقلا، بعلة مذابحه للأطفال والنسوان، لا يفرق اليوم بين عسقلان وحبرون،… ونتنياهو الخابل الغابن المغبون، وما زالوا يقتلون الأطفال الأبرياء، والنساء العزالي، والشيوخ الضعفاء، إنكم أغبياء، لماذا تحملون السلاح؟، وقائدتكم في الدفاع سابقا، فاجرة بشهادتها وتصريحاتها المنشورة على صفحات الجرائد، للحصول على المعلومات…، إنكم دائما تعيشون عالة على المجتمع، منذ موقفكم من نبيكم وتشردكم، فتفرقتم شذر مذر، وبغر شغر، إلى أن صدر وعد بلفور تعهدت فيه انجلترا المستعمرة المعمرة على إنشاء وطن قومي لكم، بعد الحركة الصهيونية، وهي نفسها قامت بمذبحة “دانشواي” 1906م بمصر بشنق عدد من الفلاحين الأبرياء أمام أهالي القرية، وقد قام الكاتب الإيرلندي برنارد شو المشهور بالسخرية، بحملة ضد الاستعمار الإنجليزي بما أقدم عليه من إجرام في الشعب المصري حسب ما ترويه بعض المراجع، وسرتم على نهجه في مذبحة “دير ياسين” في تاسع أبريل 1948م قتلتم أطفالا ونساء وشيوخا وحوامل، وقمتم باستعراض لأهاليهم في شوارع القدس وثيابهم ملطخة بالدماء، و”كفر قاسم” التي قال فيها درويش: ياحبيبي لا تلمني… قتلوني… قتلوني… وقال شاعركم نتان الترمان مشيرا إلى سلوككم النذل “لا يمكن أن يقوم مجتمع إنساني حدثت فيه مثل هذه النذالة دون أن تثور فيه رعشة غضب…” إنكم ماكرون، بدليل ما تحملونه من أسماء وألقاب: “العبرانيون، اليهود: (يهوذا بن يعقوب) الصهاينة العمرانيون، الإسرائليون…” ثم مجزرة “صبرا” و “شتيلا” وغيرهما من المجازر الإجرامية، وما زلتم اليوم في غزة، تقومون بسفك دماء الأبرياء والأطفال، في هذا الشهر المحرم الحرام، في خريف هذا العام، وفي السنوات السالفة، إنكم من مجرمي الحرب، لا بد من محاكمة دولية، تقومون بالتعويض والانتقام، وماذا فعل لكم العرب؟ هل فعلوا ما فعل بكم الألمان؟ إن هجومكم هجوم سياسي وانتخابي، جاء بعد فوز أوباما، وقبل خوض انتخاباتكم القريبة، كما أن يهود باراك وزيركم في الدفاع سيعتزل بعد انتخاباتكم…؟؟ لا رحمة ولا شفقة، تقتلون وتذبحون، كفرعون الطاغي الذي لا يذكر إلا بالسوء والعتاهة، والذبح والجبروت والغطرسة، وكانت نهايته الغرق في اليم، ثم تتفاوضون لأنكم تخافون، وفي تفاوضكم تستر وتقنع ووجل، لأنكم حربائيون، واليوم تخافون أكثر، من غضبة الشعب التي تنتشر وتنتقل إلى الشعوب الأخرى، إن الربيع الفلسطيني سيبدأ قبل أوانه. إنكم في المكر والغدر أغنياء، وفي التسامح والسلم فقراء، وفي تفاوضكم جبناء، إن بعض الشعوب اليوم، تعرف الاستقرار بفضل قادتها الحكماء العقلاء النزهاء، سوف لا تنفعكم أمريكا التي تدافع عنكم لمصلحتها، ولا انجلترا التي وعدتكم بوعدها، لحاجة في نفس يعقوب، ولا الدول التي تدور في فلكها، كل دولة ومشاكلها، وقضاياها المحلية، وأزماتها الاقتصادية، تخاف على ذهاب ريحها، ولأن عهد الاستعمار ولى، لا موارد لها من الدول التي كانت تستعمرها وتستغل خيراتها. إن الحرب شر فيها هدم وتخريب وتأخر، وهي ذميمة كما قال زهير الشاعر الجاهلي الحكيم: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم === وما هو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة === وتضر إذا ضريتموها فتضرم فتعرككم عرك الرحى بثفالها === وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم === كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم فتغلل لكم ما لا تغل لأهلها === قرى بالعراق من قفيز ودرهم فاتركوا الشعوب تعيش حياتها في هدوء، وتموت ميتتها الطبيعية والمقدرة، لأننا طرا إلى الزوال والتباب واليباب. إن القضية الفلسطينية شغلت الدنيا، أسالت الحبر والدماء الزكية الطاهرة البريئة، وبحت أصوات الشعراء إلى أن جفت ونضبت قرائحهم، من أجل نصرة القضية، وتحرير أرضهم المغتصبة، إنها لغز وليست قضية، إنها مؤامرة من طرف الدول العظمى التي تتلذذ بمشاكل الآخرين، إنها نكبة الشعب الفلسطيني الذي يحن إلى وطنه، وزد على ذلك الحصار الذي تعاني منه الضفة الغربية الحزينة، وغزة المحترقة الصامدة الأبية المقدامة، فلسطين ليس في صالحها الانقسام والتفرق إلى مذاهب ونعرات،لأنها ستضعف وستقتل المقاومة التي تتطلب الإتحاد والتكتل والمشاركة الفعالة، إن الإسرائليين متحدون طبعا لأجل الشر والطمع، والفلسطينيين منقسمون ولا يعرف سبب الانقسام ومن أين يأتي…؟؟ إننا لا نفهم هذه الدول العظمى صاحبة “الفيتو”، تخلق توترات في العالم العربي وغيره، لأغراضها السياسية والاقتصادية، وحينما تغرق، تسارع إلى المفاوضات لأنها اليوم: تخاف من غضبات الشعوب التي تعاني القهر والفقر والحقر بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تنخر هيكلها، لأنها تضيع أموالا في قتل الأبرياء، بدلا من إغاثة الإنسانية، ومحاربة الفقر والجهل والقضاء على الأمراض. وما دام الحديث عن فلسطين لابد من إدراج بعض أبيات لشعرائها المناضلين، يقول توفيق زياد: هنا على صدوركم باقون كالجدار وفي حلوقكم كقطعة الزجاج وفي عيونكم زوبعة من نار وفدوى طوقان تقول: وها أنا يا أحبائي هنا معكم لأقبس منكم جمرة… إلى يدكم أمد يدي وعند رؤوسكم ألقى هنا رأسي وأرفع جبهتي معكم إلى الشمس وها أنتم كصخر جبالنا قوة وها أنتم كزهر بلادنا الحلوة فكيف الجرح يسحقني وكيف اليأس يسحقني وكيف أمامكم أبكي يمينا بعد هذا اليوم لن أبكي وحتى المرحوم نزار قباني السوري في قصيدته: “إلى شعراء الأرض المحتلة” شعراء الأرض المحتلة يا أجمل طير يأتينا من ليل الأسر يا حزنا شفاف العينين، نقيا مثل صلاة الفجر وقد قال أيضا: “نتعلم منكم منذ سنين نحن الشعراء المهزومين نحن الغرباء عن التاريخ وعن أحزان المحزونين نتعلم كيف الحرف يكون له شكل السكين”. ومن هنا تحول من شاعر المرأة إلى شاعر السكين. أوقفتم إطلاق النار، وبعد يومين قتلتم شابا آخر، في واضحة النهار، إنكم تناقضون العهد منذ نشأتكم، ولغتكم هي لغة الحرب والقتل والإبادة، إن شعوب العالم لا تساندكم ولا تشاطركم فيما تقدمون عليه من قتل الأطفال والنساء، في قراها ومدنها وعواصمها الأبية الواعية، تنظم مسيرات، ومن بينها المغرب الذي نظم مسيرتين وطنيتين، بالرباط والدار البيضاء، شاركت فيهما مختلف شرائح المجتمع والفعاليات المدنية، والجمعيات بأنواعها والمنظمات الحقوقية، والبرلمان المغربي بغرفتيه: أفرد جلسة خاصة، حول الهجوم الإسرائيلي على فلسطين/قطاع غزة، وحتى مليلية السليبة نظمت مسيرة قادها: “حزب الائتلاف من أجل مليلية” بدعم من الجمعية الإسلامية بمليلية، لنصرة الشعب الفلسطيني الذي ضرب عليه الحصار، ومعاناته من قصف إسرائيل، وهو أعزل في قطاع غزة الحبيبة، إن المغرب ملكا وحكومة وشعبا وأحزابا وجمعيات، من المسارعين والمبادرين، إلى مساعدة الشعب الفلسطيني طبيا وماديا ومعنويا، وإقامة مستشفى ميداني معزز بأطر طبية، في مختلف التخصصات، مجهز بآلات حديثة لاستشفاء الجرحى، والقيام بعمليات جراحية عند الاقتضاء. علينا ألا نغفل المقاومة الفلسطينية وثوراتها، والحديث طويل في هذا الميدان كثورة 1936م قائدها ومفجرها وأول شهدائها عز الدين القسام وقد قال فيه الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود: هذي طريقك للحياة فلا تحد / قد سارمن قبلك القسام ما جدوى الحرب اليوم، تهدمون وتقتلون وتكبدون خسائر في الأرواح والعتاد، تتركون الأولاد يتامى، والنساء أيامى وثكالى، “فمن قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا”، تسيرون في طريق غير مستقيم، لو فكرتم قليلا وتمعنتم في معاملة النبي (صلعم) الحسنة لأسرى الحرب، وسلوكه تجاه جاره اليهودي المشين المتسلط المستبد، ومع ذلك عاده وزاره النبي (صلعم) حينما اشتد المرض باليهودي الجار، لما شهرتهم أسلحتكم في وجوه العرب، وغير العرب، لقتلهم والمس بكرامتهم، وقتل الأطفال الصغار البراعيم الأبرياء. لقد جاوزتم المدى، لا تريدون الهدنة والهدى، تأخذون بالعسرى، ولا تبغون الحسنى واليسرى تغصبون العروبة، تشردون الأسر، تعذبون الأسرى، تذبحون الأطفال، تئدون الطفولة البريئة، تتلذذون وتمرحون وتفرحون.. ولكن حذاريكم من غضبة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، والشعوب الأخرى المقهورة التي هي من بني الغبراء، ولكنها واعية أبية، لا ترضى بالضيم لنفسها ولغيرها، من الشعوب التي تعيش في طغيان واستبداد. إن الشعب الفلسطيني جروجه عتيقة،غير مندملة، لأنها غائرة، من جراء الغارات الإسرائلية المتكررة، بين آونة وأخرى، حينما نتابع الأخبار، نشاهد بعض الصور المحزنة، يتفطر القلب حزنا وألما وتوجعا، وتدمع العين تحسرا وتفجعا، وتدفع بك إلى نظم الشعر، إن كنت شاعرا، أو كتابة مقالة إن كنت كاتبا، أو تحمل السلاح إن كنت مقاوما، أو تردد، إن كنت مواطنا عاديا، وذلك أضعف الإيمان، تضامنا مع الشعب الفلسطيني فتقول مستغيثا: يا للعرب لفلسطين…!! يا للعرب وللفلسطينيين من الإسرائليين…!! يا لشعوب العالم من الصهاينة الخساس الخناس…!! واختم بما قاله الشاعر الفلسطيني الكبير للتذكير: “مليون عصفور على أغصان قلبي يخلق اللحن المقاتل ويقول أيضا على لسان الجندي اليهودي الذي حولته الحرب إلى سفاح: إنني أحلم بالزنابق البيضاء بشارع مغرد ومنزل مضاء أريد قلبا طيبا، لا حشو بندقية أريد يوما مشمسا، لا لحظة انتصار مجنونة… فاشية أريد طفلا باسما يضحك للنهار لا قطعة في الآلة الحربية جئت لأحيا مطلع الشمس لا مغربها وإنني أرفض أن أموت أن أحارب النساء والصغار كي أحرس الكروم والآبار لأثرياء النفط والمصانع الحربية”.