لقي 93 مهاجرا من دول جنوب الصحراء حتفهم خلال محاولتهم عبور المياه الإقليمية للمغرب في اتجاه الشواطئ الاسبانية، وذلك في مدة لم تتجاوز أسبوعين حسبما أفادت مصادر متطابقة وكالة فرانس برس. وقال بيار دولادرونج رئيس تجمع مهاجري جنوب الصحراء في المغرب لفرانس برس الاربعاء “بناء على شهادات ستة ناجين استطاعوا الوصول الى الشواطئ الاسبانية، لقي 54 كانوا على المركب نفسه حتفهم الاسبوع الماضي”. واضاف دولادرونج انه “تم بالامس انتشال ثلاث جثث بالقرب من شواطئ طنجة (يفصلها عن شواطئ اسبانيا 14 كلم) ليرتفع عدد الموتى الى 19 من بينهم نساء واطفال، فيما لا يزال اثنان ممن حاولوا العبور بحرا في عداد المفقودين”. من جانبه اكد احد المهاجرين عثمان المنحدر من السنغال هذه الارقام لفرانس برس. وقال انه كان على اتصال بمن نجوا في اسبانيا وكذلك طنجة، معتبرا الأمر “كارثة انسانية”. في المقابل اكد مصدر امني لفرانس برس العثور على جثة مهاجر آخر الاثنين بالقرب من شواطئ الناظور (شمال شرق). واكدت السلطات المغربية والسلطات الاسبانية في 25 اكتوبر (قبل يوم من عيد الاضحى) انتشال 16 جثة من عرض المياه الإقليمية للمغرب شمالا بين الناظور والحسيمة، بعدما انقلب قاربان صغيران كانا يقلان نحو ثمانين مهاجرا. وتحدثت مصادر امنية لفرانس برس الاسبوع الماضي عن العثور على جثة اب (35 سنة) مع رضيعه (أقل من سنة) على شواطئ الناظور، وهما ينحدران من السنغال حسب أوراقهما الثبوتية، وأودعت جثتهما بمستشفى المدينة. واعلنت جمعيات حقوقية في المنطقة في وقت سابق وفاة أحد المهاجرين، استنادا الى شهادات زملائه. وقد سقط من على السياج الفاصل (يبلغ ارتفاعه ستة امتار) بين المغرب ومليلية الاسبانية، وارتطم رأسه بصخرة. ووفق هذه المصادر التي اتصلت بها فرانس برس، بلغ مجموع المهاجرين الذين لقوا حتفهم منذ عيد الاضحى اي في اقل من اسبوعين 93 شخصا. وقال بيار دولادرونج ان “المهاجرين من جهة استغلوا فترة العيد ظنا منهم ان الحراسة والمراقبة تكونان مخففتين كما ان شبكات الهجرة التي توفر القوارب الصغيرة للعبور، يكون اصحابها في حاجة الى المال ويعرضون خدماتهم”. والنتيجة كما اضاف “كارثية، لان الزوارق مغشوشة او مهترئة بينما الاحوال الجوية جد مضطربة، والسلطات ترحل الآلاف نحو الحدود الجزائرية، حيث يلاقون المجهول، او الرصاص الجزائري”. وبلغ عدد المهاجرين الذين رحلتهم السلطات المغربية بين 29 ايار/مايو و31 اكتوبر من هذه السنة، عشرة آلاف وثلاثين من جنسيات عدة وفق ما افادت مصادر امنية فرانس برس. وحسب تقرير خاص بامن مدينة وجدة (شرقا على حدود الجزائر)، بلغ عدد المرحلين من دول جنوب الصحراء الى الحدود الجزائرية نحو 79 الفا بين سنة 2005 و31 اكتوبر 2012. وتم خلال الفترة نفسها تفكيك 41 شبكة تنشط في تهريب المهاجرين مقابل المال وبطرق الاحتيال. في المقابل ذكرت وكالة الانباء الرسمية ان السلطات المغربية “انقذت ما يناهز 6500 مهاجر من الغرق وقلصت عدد المهاجرين المتوجهين نحو الشواطئ الاسبانية بنسبة اكثر من 90 بالمئة خلال السنوات الخمس الاخيرة”. وحمل الحقوقيون العاملون في ميدان الهجرة في كل من المغرب وإسبانيا جزءا كبير من مسؤولية غرق المهاجرين للوكالة الدولية للتعاون على الحدود الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي (فرونتيكس). و”فرونتيكس” وكالة شبه عسكرية مهمتها مراقبة وحماية حدود الاتحاد الأوروبي خاصة من المهاجرين غير النظاميين. وقد قامت بتصوير القوارب قبل غرقها “لكنها لم تعلم السلطات المعنية لتجنب الكارثة”، حسب بيان الشبكة الاورو افريقية للدفاع عن المهاجرين. وقال هشام رشيدي الكاتب العام للمجموعة المناهضة للعنصرية والمدافعة عن حقوق المهاجرين والاجانب في المغرب لفرانس برس ان “الشبكة الاورو افريقية للدفاع عن المهاجرين تدرس امكانية مقاضاة فرونتيكس والدول الاعضاء فيها”. في المقابل تتوقع الجمعيات العاملة في هذا الميدان ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين في الاشهر المقبلة بسبب تزايد الحديث عن قرب تدخل عسكري شمال مالي، بعد زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاخيرة “لاقناع الجزائر” بذلك.