التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية بيان حول الاستهداف المتواصل لحركتنا و طاقاتها تحية المجد و الخلود إلى كل شهداء قيم تيموزغا/شهداء المقاومات المسلحة والتاريخية لشعبنا وكذا شهداء القضية الأمازيغية وكل الثورات و الانتفاضات الشعبية فوق أرض تامزغا. تحية النضال و التحدي إلى المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية كل من حميد أعضوش و مصطفى أوساي و يوسف عهيد/مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية الصامدين ضد مصادرة حريتهم النسبية في سجون المخزن العروبي. تحية الحرية و الكرامة إلى شعبنا الأمازيغي الساعي للتحرر (أزاواد، ليبيا، جزر الكناري، المغرب، الجزائر، تونس، …) وكذا إلى كل الشعوب التواقة إلى الانعتاق و التحرر (الكورد، الكطالان، التبت، فلسطين، …). يأتي بياننا هذا في ظل مجموعة من التطورات الخطيرة التي تترصد بالحركة الطلابية عموما و الحركة الثقافية الأمازيغية خصوصا، إذ لم نفاجأ بالحملة “الإعلامية” الشرسة للأبواق المأجورة مؤخرا على حركتنا المناضلة والصامدة بعد كل ما تجاوزناه من مؤامرات متعددة المصادر و محاولات للاحتواء أو الاجتثاث و بعد دفعنا المستمر لضرائب وفائنا لاستقلالية الحركة و تشبثها بتصورها الراديكالي للقضية الأمازيغية الذي يأبى الارتماء في أحضان الانتهازية والاستبداد… لقد سبق الدخول الجامعي الحالي إعداد مخزني حثيث لمخططات قمعية-احتوائية من أجل”البسط بيده والبطش بها على” آخر ما تبقى من أصوات حرة و مناضلة داخل الحركة الطلابية عوض تحقيق ما تناضل من أجله هذه الأخيرة في سبيل جامعة تحقق طموحاتنا كشعب يسعى وراء التحرر و التقدم على كافة المستويات التي تزيد من فرص تصالح الإنسانية فيما بينها و مع بيئتها المهددة، مخططات مرفوقة ب”تصريحات وزارية” تعلن المضي في المقاربات القمعية لإشكاليات التعليم في بلادنا و مصحوبة ب”بلاغات” تلمز حركتنا تارة ب”الأمازيغيين” أو “الطلبة الأمازيغ” و ب”الفصيل الأمازيغي” تارة أخرى في إشارات توريطية لحركتنا على أساس مسؤوليتها على “العنف الطلابي” الذي يهندسه المخزن للحجر على الحركة الطلابية عبر استكمال عسكرة و بولسة الحرم الجامعي ( كما سبق و أشير إلى ذلك في الصحافة من قبل وزيري التعليم العالي و الداخلية ) للحيلولة دون انتزاع حقوقها المهضومة بُلهَ معانقتها للمعارك الشعبية الجماهيرية… لا على أساس كون الحركة الثقافية الأمازيغية هي المستهدفة بهذه الهجمات الترهيبية الماسة بأسمى حقوق الإنسان الذي هو الحق في الحياة. فبعد مسلسل الاعتداءات والاعتقالات التي كانت ولا تزال تستهدف مناضلي ومناضلات الحركة منذ بروزها بالجامعة المغربية (خاصة: 1999، 2001، 2003، 2005، 2007، 2009، 2010، 2011، 2012…) تصاعدت حدة الاستفزازات و التحركات المشبوهة لأذناب المخزن في جل المواقع الجامعية بتنفيذ من عصابات “البرنامج المرحلي” الإجرامية، المتكونة في أغلبها من أشخاص لا علاقة لهم بالجسم الطلابي (منقطعين عن الدراسة، مروجون للممنوعات، مدرَبون في السجون، …) يهاجمون طاقاتنا المناضلة باستعمال مختلف الأسلحة البيضاء (وهو ما سنعود إليه قريبا في تقرير مفصل وشامل كما أخبرنا سابقا)، وتزايدت هذه الهجومات في ظل تغطية “إعلامية” جشعة تحاول تبرئتهم (وبالتالي تبرئة مستخدميهم) و تجريمنا عبر أحط الطرق حيث يستغلون صور الجرحى والمصابين من مناضلينا على أنهم ضحايا ل”عنف” صدر منا (؟؟؟) نحن الذين طرحنا/ولا نزال ميثاق شرف ضد العنف والإقصاء سنة 1999 و الوحدة الطلابية سنة 2003 كإجابة موضوعية أولية لإنقاذ الحركة الطلابية من الأزمة البنيوية التي يتخبط فيها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لكنها قوبلت/ولا تزال بالرفض رغم كونها حلا أعطى أكله بالملموس في العديد من المواقع الجامعية. هذا التغليط الجبان للرأي العام حول هويتنا ومسارنا النضالي و التشويه الممنهج لتضحيات مناضلاتنا ومناضلينا تأكدت أهدافه أكثر بعد أن انضافت إلى هذه “الحملة الإعلامية” صحافة شبيبات و شيوخ بعض “الأحزاب/البازارات السياسية” المتنافسة على جعل الحركة الطلابية خنادق تتمترس فيها القطعان المنقادة تمديدا لعملية “التنشيط السياسي” و ترسيخا لخطوات “إعادة بناء الشرعية والمشروعية المخزنية”. مما يؤكد بالملموس، أن هذه العصابات الترهيبية تستفيد من دعم و تستر المخزن عبر توفير كافة التسهيلات التي من شأنها دفع جرعات عروبية تشجعها على تكرار الاعتداءات و استهداف مدرستنا النضالية-الحركة الثقافية الأمازيغية، بغية اجتثاثها و القضاء على كافة أشكال الاحتجاج الأمازيغي الواعي و العقلاني وفاء لتوصيات الاستعمار ومواصلة لنهج المحميين و الحركة اللاوطنية في المحافظة على تسرطن و تجذر حالة الاحتقلال التي استنزفت ثرواتنا و طاقاتنا. إن الحركة الثقافية الأمازيغية، الفاعلة من داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب في جل المواقع الجامعية، إذ تعتبر نفسها امتدادا موضوعيا للمقاومة المسلحة وجيش التحرير ما دامت تناضل من أجل أن يتحرر الشعب الأمازيغي فكريا وثقافيا من كافة ضروب الاستلاب، لا تسترخص دماء و نضالات و صمود شهدائنا و معتقلينا و مناضلينا، لذلك، وإذ نذكر بسلمية نضالاتنا و عقلانيتها نؤكد وقوفنا مع جميع المواقع ضد المؤامرات المخزنية وعزمنا على تحصين مواقعنا ومناضلينا ضد كل المحاولات الإجرامية أو الاحتواية و فضح كل ممارسات المخزن وأذياله و الدفاع حتى الشهادة من أجل قضيتنا العادلة-القضية الأمازيغية، وتمسكنا بحقنا في الوجود و النضال الديمقراطي. كما نكرر دعوتنا لمختلف مكونات الحركة الطلابية إلى التفكير الجدي في توحيد نضالاتنا و الرقي بها حتى نستطيع انتزاع حقوقنا الكاملة و التوعية المكثفة للمشاركة الواعية و العقلانية في النضالات الشعبية قصد التحقيق العاجل للإرادة الديمقراطية لعموم المواطنين الساعية إلى التغيير الجذري و بناء مجتمع الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية عبر بلورة دستور ديمقراطي شكلا و مضمونا يضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة و المساواة بين جميع الأفراد والمناطق/دستور يقر بأمازيغية المغرب (شعبا، دولة وانتماء) و يقطع مع الاستلاب و يقضي على التبعية واقتصاد الريع ومركزية السلطة والثروات والقرارات و يحاكم المجرمين، مع ما يستتبع ذلك من تفاعل مثمر مع عموم القضايا المصيرية للمواطنين بما فيها ترسيم الأمازيغية في شموليتها و تفعيلها في جميع المناحي والإفراج عن معتقلينا السياسيين (أعضوش، أوساي، عهيد) وعن كافة المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي والانتفاضات الشعبية والمسيرات الاحتجاجية (ايميضر، ايت بوعياش، ايت باعمران،…) . نشير و نعلنها صريحة مرة أخرى: لم نكن يوما قطيعا لأي جهة ولا نقبل أن نكون وقودا لمعارك سياسوية تقتات من تضحيات الشرفاء و الحرائر من مناضلينا ومناضلاتنا، كوننا لسنا ممن يمسك بقرني البقرة ليستمر”الحضوة” في حلبها، ولن ننحاز عن تصورنا الجذري للقضية الأمازيغية مهما حاول المخزن و أذنابه، كما أننا واعون بدورنا كطلبة في معركة شعبنا ضد الاستبداد إذ لا هم لنا سوى التضحية في سبيل قضيتنا العادلة والمشروعة. ولا بأس في الأخير بتذكيرهم بالنتيجة التي استنتجها مؤرخو الإمبراطوريات السابقة التي حاولت استلاب أرضنا، على لسان مؤرخ الرومان اللاتيني “سالوست” حين وصف أحرار شعبنا في كتابه “حرب يوغرطة” : ” إن الأمازيغ لا يقيدون لا عن طريق الإحسان ولا عن طريق الخوف” عن : التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية حرر يوم : 21 – 09 – 2962 // 04 – 10 – 2012 [email protected] تنبيه للرأي العام : كل ما ينشر في موقع “الحوار المتمدن” منسوبا إلينا، لا يلزم الحركة الثقافية الأمازيغية ومناضلاتها و مناضليها.