مع حلول عيد الأضحى المبارك, يُقبل المغاربة على الكثير من العادات الخاطئة فيما يخص تناول اللحوم التي تضر بصحتهم, وقد تكون سببا في ظهور بعض الأمراض خصوصا لدى بعض الفئات. وفي هذا الصدد, قدمت الدكتورة هيبة بلمودن, أخصائية في التغذية العلاجية واضطرابات الأكل والتغذية, ست نصائح محورية في التغذية يجب العمل بها من أجل تفادي المشاكل الصحية؛ كاضطراب المعدة, وانتفاخ البطن, والخمول المفاجئ, والتلبك المعوي الناتج عن تناول اللحم بإفراط وعدم اتباع نظام غذائي متوازن. وتتعلق النصيحة الأولى التي قدمتها الأخصائية في التغذية بتهيئة الجسم قبل عيد الأضحى بيومين على الأقل من أجل تجنب أي مشاكل صحية؛ وذلك بالتقليل من البروتينات من الأصل الحيواني كالدواجن والبيض, ويجب استبدالها بالبروتينات من النوع النباتي كالفاصولياء البيضاء والعدس والحمص. وتتمثل النصيحة الثانية في محاولة تناول بذور "الكتان" أو بذور "الشية" لاحتوائها على نسبة غنية من "الأوميكا 3" التي تعتبر دهونا غير مشبعة ولها دور كبير على مستوى المناعة وعلى نسبة خفض الدهون الثلاثية وخفض نسبة الكوليسترول في الدم. كما تحتوي هذه البذور على ما يسمى بالألياف الغذائية القابلة للذوبان, فتعمل على وقاية الجسم من اضطرابات المعدة والقبض وتنقية الجسم من السموم "الأزوطية" التي تتراكم نتيجة استهلاك اللحوم بكثرة. وهكذا يتجهز الجسم لأيام العيد الذي يصبح محوره هو "اللحم". النصيحة الثالثة تندرج في كيفية الاستمتاع بوجبات العيد بدون مشاكل صحية, حيث شددت الدكتورة هيبة بلمودن على ضرورة توفر الوجبة الأولى على الحبوب الكاملة كخبز الشعير أو زيت الزيتون أو زيت أركان دون اللحم؛ وذلك لكسب سعرات حرارية تجعلنا نشعر بالشبع تفاديا للجوع المفرط الذي لا يساعد على التحكم في كمية اللحم المتناولة فيما بعد. وتخص النصيحة الرابعة اعتماد العائلات المغربية على "الشواء" ووجبة "بولفاف". في هذا الصدد، طمأنت الأخصائية أنه لا مشكل في اعتماد الأسر على هذه الوجبات بشرط الانتباه إلى مدة الطهي، حيث يجب ألا تتكون تلك الطبقة السوداء على اللحم أثناء الشواء. هذه الطبقة التي تسمى ب"نيتروزامين"، وهي مواد مسرطنة يجب تفاديها. ولأنه من المستحيل إقناع الناس بعدم تناول وجبة "بولفاف", أوصت الدكتورة هيبة بلمودن, أخصائية في التغذية العلاجية واضطرابات الأكل والتغذية، بوجوب إزالة طبقة الشحم عن الكبد أثناء تناولها. وتتعلق النصيحة الخامسة بالحرص على ضرورة الإفراط في شرب الماء وعصائر الخضر وتفادي المشروبات الغازية التي تسبب عسر الهضم, كما يجب تجنب الاستعمال المفرط للملح لما تسببه من ضرر للكلي الذي ينتج عنه العطش، خصوصا في فترة الحرارة المفرطة التي تتزامن هذه السنة مع أيام العيد. وآخر نصيحة قدمتها الدكتورة هيبة بلمودن تهم تناول الخضر والفواكه لاحتوائها على الألياف الغذائية؛ وهو ما يساهم في تجنب الإمساك، الذي يعاني منه العديد من الناس يوم عيد الأضحى. وبالنسبة إلى الناس الذين تم تشخيصهم بارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والسكري أو ثلاثية الدهون، أكدت الأخصائية على حرصهم قدر الإمكان تناول كمية قليلة جدا من اللحم تجنبا لانسداد الشرايين. إن تناول اللحوم الحمراء بوتيرة يومية مضر بالصحة لاحتوائها على دهون كثيرة والكوليسترول الذي يؤثر بطريقة سلبية على الجسم؛ فارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم تؤدي إلى انسداد الشرايين, وهو ما يؤثر على القلب, كما يؤدي إلى التشمع الكبدي والسمنة والخمول. لذلك، أشارت الدكتورة هيبة بلمودن, أخصائية في التغذية العلاجية واضطرابات الأكل والتغذية، إلى أنه توجد مناطق في الأضحية تحتوي على دهون أقل كمنطقة الكتف أو الرقبة أو الفخذ. من جانبها، صرحت الدكتورة ياسمين ادريوش, أخصائية في أمراض الغدد والسكري, بأن مرضى فئة السكري معروفة بمقاومة الأنسولين التي ترتبط بارتفاع الدهون, وأنه لا توجد توصيات بشأنهم بعدم أكل اللحوم؛ لكن هناك توصيات من طرف الجمعية العالمية لمرضى السكري مفادها أن يتم أكل اللحم من مناطق تحتوي على دهون أقل. وأكدت الدكتورة ادريوش أن المشكل بالنسبة لفئة السكري لا يتجلى في أكل اللحم، وإنما في الدهون التي كلما ازدادت نسبتها تزداد نسبة مقاومة الأنسولين؛ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكري في الذات. وأوضحت الأخصائية في أمراض الغدد والسكري أن فئة مرضى السكري تتوجس من لحم الخروف لاحتوائه على نسبة دهون مرتفعة, لذلك يجب تناوله بكميات قليلة وبطرق طهي صحية. أما فئة المرضى الذين تعانون من أمراض القلب والشرايين، فينصح بأخذ استشارة طبية والتواصل مع الطبيب المختص من أجل تزويدهم بكل ما يتعلق بحالتهم الصحية.